نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط بن هبارد ومدير مكتبها في القدس ديفيد هالبفينغر، يقولان فيه إنه يبدو أن إسرائيل قامت يوم الاثنين برفع وتيرة حرب الظل التي تشنها في سوريا ضد إيران.
ويشير التقرير إلى أن إسرائيل قامت بشن غارات جوية ليلية ضد قاعدة عسكرية تنسق مع المجموعات التي تدعمها إيران، وقتلت أربعة مستشارين إيرانيين، لافتا إلى أنه كان من بين القتلى عقيد رفيع المستوى، كان يعمل في برنامج الطائرات بدون طيار الذي تديره إيران.
ويجد الكاتبان أن مهاجمة تلك القاعدة الجوية السورية، بالقرب من مدينة تدمر الصحراوية في وسط سوريا، لفتت الانتباه إلى الصراع بين إيران وإسرائيل، الذي تتزايد حدته بانتظام، في الوقت الذي يبدو فيه مخفيا في ظلال الحرب الأهلية السورية، مشيرين إلى أن إيران استغلت الفوضى التي تسببت بها الحرب لإنشاء بنية عسكرية جيدة، وقامت إسرائيل بشن العديد من الغارات؛ لمحاولة وقف، أو على الأقل، إبطاء تلك الخطوات.
وتذكر الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين رفضوا تأكيد أو نفي أن إسرائيل قامت بالغارة الجوية، التي جاءت بعدما تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرد على الهجوم الكيماوي الذي قامت به الحكومة السورية بالقرب من دمشق يوم السبت، لكنها لم تبد أنها رد على الهجوم، ما رفع من احتمال كون إسرائيل استغلت الفرصة لضرب ما تعده تهديدا لأمنها.
ويفيد الكاتبان بأن إيران كانت لفترة طويلا حليفا للرئيس السوري بشار الأسد، حيث ترى البلدان أنهما جزء من “محور الممانعة”، وهو عبارة عن تحالف قوى تعارض الهيمنة الإسرائيلية والأميركية في الشرق الأوسط، لافتين إلى أن إيران ساعدت الأسد ابتداء عن طريق حزب الله الذي تدعمه، ثم رتبت لنقل مجموعات جويا من عدد من الدول لدعم الجيش السوري.
وتبين الصحيفة أن ما يقلق إسرائيل هو أنه في الوقت الذي يزداد فيه وضع الأسد استقرارا، فإن إيران تحول تركيزها على القوة العسكرية التي تبنيها، لتساعده في أي حرب مستقبلية مع إسرائيل.
ويلفت التقرير إلى أن القادة الإسرائيليين عادة ما يهددون بقصف إيران، فوجود وكلاء عسكريين أقوياء لإيران بالقرب من إسرائيل يعطي إيران بعض الحماية، مشيرا إلى أن طريقة التفكير الإيرانية هي إن هاجمت إسرائيل إيران فإنه يمكنها أن تتوقع ردا موجعا من حزب الله في لبنان، أو ربما الآن من المجموعات التي تعمل في سوريا.
وينقل الكاتبان عن المحلل المتخصص في الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية أوفر زالزبيرغ، الذي يراقب الأعمال القتالية بين الإيرانيين والإسرائيليين في سوريا، قوله: “كلما رأينا المزيد من مثل هذا الهجوم، فإنه يبدو كأنه ضربة موجهة للإمكانيات الإيرانية في تشغيل طائرات دون طيار في سوريا، ضد إسرائيل في الغالب”.
وتبين الصحيفة أنه نتيجة لخشية إسرائيل من أن إيران تستخدم غطاء الحرب لتقوية حلفائها في سوريا، فإنها قامت بشن غارات جوية على ما اعتقدت أنها قوافل أسلحة لحزب الله، الذي خاض حربا ضروسا ضد إسرائيل عام 2006، ذهب ضحيتها مئات الأشخاص.
وبحسب التقرير، فإن هذا التصعيد الأخير يأتي في وقت مفصلي بالنسبة لأميركا، في وقت يقوم فيه ترامب برسم طريق له في سوريا، حيث قال الأسبوع الماضي إنه يعتزم سحب حوالي 2000 جندي أميركي من شرق سوريا، مستدركا بأن تهديده بالرد على الهجمات الكيماوية سيجره إلى سوريا بطرق أخرى، فيما يعتقد بعض مستشاريه أن تحجيم طموحات إيران في سوريا هو أحد الأسباب التي تدعو أميركا لأن تبقي وجودا عسكريا لها في سوريا.