أنقذ حنّا لحود، آلاف الأرواح من خلال عمله الدؤوب في الصليب الأحمر اللبناني والدولي.
إبن الـ37 ربيعاً كان محبوباً بين زملائه، فهو خفيف الظل، ويتمتع بصوت جميل، اذ أطلق عليه زملاؤه، وكما درجت العادة في صفوف متطوعي الصليب الأحمر، اسم مستعاراً وهو “بوحة” نسبة الى الشحرورة صباح أو “الصبوحة”.
هزَم حنّا منذ عامين مرض السرطان بشجاعة، لكن الموت كان له بالمرصاد حيث قتل اليوم برصاصة بينما كان يقوم عمله الإنساني في مدينة تعز اليمنية حيث تدور هناك الحرب.
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن حزنها البالغ بسبب مقتل حنا في اليمن اليوم إثر إطلاق نار، وقالت في بيان أن “حنا لحود، وهو لبناني الجنسية يعمل ببعثة اللجنة الدولية، مسؤولًا عن برنامج الاحتجاز في اليمن.
وكان في طريقه لزيارة أحد السجون هذا الصباح عندما هاجم مسلحون مجهولون سيارة اللجنة الدولية التي كان يستقلها على أطراف مدينة تعز. هُرِع بالسيد “لحود” إلى المستشفى حيث توفي فيها من جرّاء إصابته برصاص المسلحين. ولم يُصَبْ في الحادث زملاؤه الذين رافقوه في رحلته”.
وقال المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط، “روبير مارديني”: “نحن ندين هذا الهجوم الوحشي، والمتعمد كما يبدو، الذي راح ضحيته أحد الموظفين المخلصين في مجال العمل الإنساني.” وأضاف “مارديني” قائلًا: “جميعنا مصدومون من أثر الفاجعة.
فزميلنا حنا كان شابًا مفعمًا بالحياة، وكان معروفًا ومحبوبًا على نطاق واسع. لا شيء يبرر قتله، ونحن في حالة حداد على مقتل هذا الزميل والصديق العزيز. ونحن نقف بقلوبنا ومشاعرنا إلى جانب أحبته وأصدقائه.”
بدوره، أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تعازيه لعائلة وأصدقاء لحود، وقال: “ليس لأحد حب أعظم من هذا، وهو أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبائه” حنا لحود، بذل نفسه وحياته في سبيل إنقاذ حياة الأخرين أينما كانوا. الرحمة لروحك الطيبة، وكل العزاء لعائلتك ومحبيك.”
وكان حنا عمل لدى اللجنة الدولية منذ عام 2010 في مواقع ميدانية مختلفة وفي المقر الرئيسي بجنيف. كما عمل لسنوات عديدة، من قبل انضمامه للجنة الدولية، متطوعًا في الإسعافات الأولية وعضوًا في جمعية الصليب الأحمر اللبناني.