تتطلع لائحة “الكرامة والإنماء”، وهي المنافس الأبرز للائحة الثنائي الشيعي في بعلبك – الهرمل، للفوز بثلاثة مرشحين على الأقل، معتمدة على أصوات المسيحيين والسنة بشكل أساسي، تليها أصوات المعارضين الشيعة، في وقت يظهر أن حزب “القوات اللبنانية” يحظى بنسبة التمثيل الأكبر بين المسيحيين في المنطقة، وهو ما من شأنه أن يضمن فوز المرشح الماروني المنافس لـ”حزب الله”.
ويقول مطلعون على الأجواء الانتخابية في البقاع الشمالي، حيث يصارع “الثنائي الشيعي” للحفاظ على مقاعده الشيعية على الأقل، إن حزب “القوات اللبنانية” يحظى بأكبر نسبة تمثيل بين المسيحيين في المنطقة، وخصوصاً في قاعدة الناخبين الموارنة، حيث يبلغ عدد هؤلاء 22706 يقترع منهم ما نسبته 50 في المائة تقريباً في الانتخابات الحالية.
ويقول مصدر “قواتي” في المنطقة لـ”الشرق الأوسط” إن المؤيدين لـ”القوات” تتراوح نسبتهم بين 65 و70 في المائة، مشيراً إلى أن هؤلاء سيصوتون لمرشح “القوات” طوني حبشي.
ويمثل هؤلاء الموارنة الرافد النسبي الأول للائحة “الكرامة والوفاء”، وهم يتمركزون في دير الأحمر وقراها في الزرازير وشليفا وبشوات ومزرعة السيد وصفرا، ومزرعة بيت مطر وعيناتا ونبحا والقدام.
ولا تقتصر أصوات المسيحيين في هذه الدائرة على الموارنة، إذ يبلغ عدد الناخبين الكاثوليك وفق لوائح الشطب 16380 يقترع منهم 45 في المائة، بحسب التقديرات الحالية، وتحصل اللائحتان الأقوى في المنطقة، على مجمل أصوات الكاثوليك.
وقالت مصادر مسيحية معنية في بعلبك – الهرمل إن نصف أصوات الكاثوليك ستذهب إلى مرشح “لائحة الأمل والوفاء” (وهي لائحة الثنائي الشيعي) الكاثوليكي المرشح ألبير منصور وهو ابن بلدة رأس بعلبك الذي سيعطيه “الحزب السوري القومي الاجتماعي” أصوات مناصريه. أما الجزء الأكبر من أصوات الكاثوليك التي تنتمي لحزب “القوات” فلن تذهب إلى المرشح المدعوم من “القوات” و”المستقبل” سليم كلاس، بل “ستذهب إلى المرشح الماروني طوني حبشي بهدف تعزيز مكانته وضمان فوزه، منعاً لتوزع الأصوات وتشتتها”.
وعلى المقلب الآخر، لا تنفي مصادر قريبة من لائحة الثنائي الشيعي أن إيصال المرشحين المسيحيين على لائحتها “مستحيل”، ذلك أن الأصوات الشيعية “ستوزع على المرشحين الشيعة، باستثناء تقديم بعض الدعم لمرشحين مسيحيين”، ذلك أن اللائحة “تتطلع لضمان فوز المنافسين الشيعة وعدم تحقيق أي خرق في صفوف المرشحين الشيعة”، علماً بأن الاحتفاظ بالمرشحين المسيحيين والسنيين الذين كانوا جزءاً من الكتلة النيابية المؤيدة لـ«حزب الله”… “يستحيل في الانتخابات الحالية”.
وتشير التقديرات في البقاع الشمالي إلى أن حظوظ المرشح الكاثوليكي ألبير منصور “ستكون مرتفعة بالنظر إلى أنه قدم خدمات في المنطقة حين كان وزيراً لمرتين في التسعينات”، فضلاً عن أنه “مدعوم من الحزب القومي”، وله “أصدقاء في عرسال والبيئة السنية”. وفي المقابل، تتراجع حظوظ المرشح الماروني على اللائحة النائب إميل رحمة.
أما اللائحة المدعومة من “التيار الوطني”، فتقول المصادر البقاعية إن حظوظها متدنية بالوصول إلى حاصل انتخابي.
ويتنافس في الدائرة الثالثة من المحافظة ستة وأربعون مرشحا يتوزعون على خمس لوائح، أبرزها اللائحة المدعومة من الثنائي الشيعي، واللائحة المدعومة من “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” والمعارضة الشيعية.
والى جانب التقديرات بحصول خرق شبه مؤكد لصالح لائحة “الكرامة والإنماء” بالمرشح الماروني، تشير التقديرات عينها إلى خرق شبه مؤكد بمرشح سني يفوز من لائحة “الكرامة والوفاء” أيضاً. ويبلغ عدد ناخبي الدائرة وفق لوائح الشطب 41081 وتتمركز في عرسال وقرى البقاع الشمالي وبعلبك المدينة وبلدتي معربون وطفيل في قرى شرقي بعلبك، ويتوقع أن تقترع النسبة الأكبر منهم لصالح “لائحة الكرامة والإنماء”، ولمرشحيها بكر الحجيري وحسين صلح.
وتسعى اللائحة عينها لتحقيق خرق في المقعد الشيعي، وإيصال المرشح يحيى شمص للندوة البرلمانية.
ويبلغ عدد المقترعين الشيعة على لوائح الشطب 233115 يقدر أن يقترع منهم 85 في المائة لصالح لائحة الثنائي الشيعي.