تحاول إسرائيل تسويق فكرة أن نقل “حزب الله” مقاتلين أجانب إلى لبنان قد يؤدي إلى تمركزهم الدائم فيه.
ففي حال حدوث صدام مباشر يؤدي إلى اندلاع حريق أكبر بين إسرائيل وإيران، سيستخدم الحزب، وفق تحليل نشرته صحيفة هآرتس، هذه التعزيزات لغزو أجزاء من فلسطين المحتلة، بعد وقف سريع لإطلاق النار ينهي الاشتباك مع إسرائيل.
لن يكون من الصعب، وفق الصحيفة، على الحزب نقل المقاتلين. فقد قام الحزب، كما تزعم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بتهريب الحرس الثوري الإيراني والمسلحين الشيعة العراقيين إلى جنوب لبنان خلال حرب 2006.
وأمضى السنوات القليلة الماضية بتحويل سوريا إلى ساحة انطلاق، وبدأ توحيد مرتفعات الجولان وجنوب لبنان في جبهة واحدة في أوائل عام 2015. وبعد عام تقريباً، تابع حفر أنفاق تهريب الأسلحة التي تربط بين مدينة الزبداني السورية ومعقله في البقاع. ويمكن للحزب بسهولة، وفق الصحيفة، استخدام هذه الأنفاق لنقل المسلحين. وإذا ما كانت الشائعات عن تدريب مقاتلين يمنيين في البقاع صحيحة، فإنها تندرج ضمن هذا المخطط.
لكن إسرائيل قد لا تكون، وفق هآرتس، الهدف النهائي لهذه التعزيزات. فإذا كان هدف الحزب الصمود في الحرب المقبلة لإعلان النصر، فإن هذه التعزيزات غير ضرورية. ولا يمكن أن يخطط الحزب لهزيمة إسرائيل بالمعنى التقليدي مع هؤلاء المقاتلين. فهذه الأرقام الضخمة التي ذكرها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، والتي تتضمن القوات المشتركة لـ”محور المقاومة” بقيادة إيران، لا يمكن أن توازن القوة العسكرية لإسرائيل.
لقد وعدت إسرائيل بأن صراعها المستقبلي مع حزب الله، وفق الصحيفة، سيكون “حرباً لإنهاء جميع الحروب”، وأنها لن تُجنب الجيش أو البنية التحتية للبنان. ومن المرجح، وفق الصحيفة، أن يركز الحزب على البقاء، ليترك لبنان ومدنييه يتحملون وطأة الهجوم الإسرائيلي.
ومع تزايد عدد القتلى والأضرار في لبنان، دون التأثير المتناسب على الحزب، فإن الدعم الدولي لإسرائيل سيتآكل بسرعة، ولا سيما دعم المملكة العربية السعودية وفرنسا، وستتحرك الدولتان من أجل وضع نهاية سريعة للحرب مع وقف لإطلاق النار من جانب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وبمجرد أن تضع الحرب أوزارها، لن يعود لبنان، وفق الصحيفة، إلى الوضع القديم. وسيترسخ المقاتلون الأجانب في لبنان، كما فعلوا في العراق وسوريا، وسيضاعفون قوة حزب الله العددية ويعززون سيطرته على أجزاء كاملة من البلاد. ما سيجعل الحدود الشمالية لإسرائيل أخطر بعد الحرب.
سامي خليفة