يقول مصدر سياسي أن الانتخابات الحالية قضت نهائياً على فريق الرابع عشر من آذار، وكذلك على فريق الثامن منه، وأشار إلى معلومات عن اتصالات بدأت تجري منذ اليوم من أجل تشكيل جبهة سياسية ضد العهد، وذلك على خلفية ما جرى خلال هذه الانتخابات من تدخّلات.
وهذه الجبهة سيكون قوامها رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وشخصيات اخرى مستقلة، وتدور في فلك هذه القيادات، ليشكّل هؤلاء بالتالي، صيغة متنوعّة مختلفة عن الصيغة التي كانت قائمة من خلال 8 و 14 آذار، أي أن هذه الجبهة الجديدة، ستضم قيادات من الفريقين المذكورين، مقابل تحالف التيار الوطني والحر وتيار المستقبل.
وأوضح المصدر السياسي ذاته، أن هذا التطوّر السياسي المرتقب، يستحضر صيغة العام 1943، والثنائية المسيحية ـ السنّية، أو ما يسمى بالإمتيازات من خلال الإمساك بكافة مفاصل الدولة، وهذا ما هو حاصل اليوم من خلال عملية تبادل الخدمات عبر الوزراء المنضوين في الحكومة الحالية من “المستقبل” والتيار الوطني الحرّ، وهو ما سينسحب تالياً على الحكومة العتيدة.
كذلك، وجد المصدر السياسي نفسه، أن العودة إلى محطات سابقة من تاريخ لبنان، تطرح كلاماً كبيراً يذكّر بالإنتفاضات والثورات في العام 1958 وفي العام 1975، لا سيما وأن الوزير جبران باسيل قال في الإطلالة الأخيرة قبل الصمت الإنتخابي أن هناك قوى سياسية تريد إسقاط العهد.
وفي هذا السياق، رأى المصدر أن كل ما يصدر من مواقف في الإستحقاق الإنتخابي، إنما يصبّ في خانة التموضع السياسي الجديد، وبالتالي، فإن الإصطفافات المقبلة، ستتركّز في المرحلة الأولى على رئاسة الحكومة، ومن الطبيعي وفقاً لنتائج الإنتخابات النيابية، وحجم كتلتي “المستقبل” والتيار الوطني الحر، مع الإشارة إلى رسالة واضحة أطلقها حزب الله منذ يومين، وقال فيها أن مسألة رئاسة الحكومة غير محسومة للحريري.
وبالتالي، فإن أهمية الحدث المقبل المتمثّل بانتخابات رئاسة المجلس النيابي، وإن كان الموقع محسوباً للرئيس بري مدعوماً من حزب الله، ولكن ثمة تشويش مرتقب من التيار الوطني الحر على هذا الإستحقاق، كما أضاف المصدر، الذي أشار إلى أن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل تطرّق إلى هذا الموضوع خلال جولاته الإنتخابية، لافتاً إلى أن العنوان الأبرز بعد 6 أيار ما زال يتمحور حول الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهذا يظهر جلياً من خلال الحملات السياسية المتبادلة بين النائب فرنجية والوزير باسيل، والتي تتّجه إلى التفاعل بشكل تصاعدي في ظل الإصطفافات التي ستفرزها الانتخابات النيابية، مما يشير بأن لبنان مقبل على مرحلة صعبة قد تكون الأقسى منذ اتفاق الطائف.
فادي عيد