رغم امتلاك النائب وليد جنبلاط، أكثرية شعبية واضحة في الطائفة الدرزية، غير أنه لا يمكن إخفاء وجود معارضين دروز لا يؤيدون المختارة، ولا يكنون وداً لسياسات رئيس الحزب الديمقراطي، طلال أرسلان.
هذه الشريحة ليست محسوبة أيضاً على رئيس حزب التوحيد، وئام وهاب، بل تتوزع بين منظمات المجتمع المدني، وتحتضن أيضاً الشخصيات المستقلة اقتناعاً منها بأن السياسيين في الطائفة لم يقدموا أي جديد.
الفئة المذكورة، استفاقت أول من أمس الاثنين لتجد نفسها أمام المعادلة التقليدية القائمة منذ سنوات، جنبلاط يحتكر التمثيل النيابي الدرزي، وارسلان يرتضي لنفسه مقعد عاليه الشاغر، وتخون الامتار الأخيرة وهاب.
صدمة رئيس حزب التوحيد أصابت شظاياها هؤلاء ليس من منطلق تأييدهم لوئام وهاب، وإنما من رؤيتهم القائمة على أن نجاحه في الانتخابات سيمثل خرقاً كبيراً للحالة الجامدة التي أرساها جنبلاط، وسيفتح الباب أمام التنوع المطلوب داخل الطائفة الدرزية، وسيوفر فرضاً أكبر في المحطات الانتخابية القادمة أمام شخصيات جديدة ستكسر جدار الخوف من الترشح والمشاركة في الحياة السياسية.
لكن طموح هؤلاء اصطدم بعدم التزام حزب الله بوعده لوهاب وذلك انطلاقاً من حسابات ضيقة، وأيضاً من أجل الوقوف عند خاطر رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استنجد به حليفه وليد جنبلاط، فكانت النتيجة دفن حلم التغيير لهذه الفئة من الدروز بأيدي حزب الله لأجل غير مسمى.