نفذت ايران تهديدها وردت باطلاق نحو عشرين صاروخاً من الجولان في اتجاه اسرائيل انتقاماً من قصف الاخيرة قاعدة التيفور في التاسع من نيسان الماضي، وقتلها سبعة ايرانيين. ولكن الدولة العبرية التي زادت حال التأهب أخيراً، ردت على الرد بطريقة “مختلفة جدا” عن الغارات التي دأبت على شنها منذ أيلول الماضي على مواقع في سوريا، إذ أمطرت نحو 50 موقعاً ايرانياً بوابل من الصواريخ في هجمات اعتبرت الاكثر كثافة لسوريا منذ عقود، بحسب “هآرتس”.
وشملت أهداف الضربات بحسب اسرائيل، مخازن للأسلحة ومواقع لوجيستية ومراكز استخباراتية تستخدlها قوات النخبة الايرانية في سوريا. وقالت اسرائيل ايضاً أنها دمرات دفاعات جوية سورية بعد تعرضها للنيران، مؤكدة أي أياً من مقاتلاتها لم تصب.
وسارع وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الى القول أن إسرائيل ضربت كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا، مؤكداً عدم سقوط أي صواريخ إيرانية داخل أراض تحت سيطرة إسرائيل.
ومع ذلك، حرص على القول إن تل أبيب لا تريد التصعيد، آملاً في “أن نكون انتهينا من هذا الفصل وأن يكون الجميع قد فهم الرسالة”.
ويبدو أن اسرائيل تمكنت من تقويض الانتقام الايراني، إذ اعترضت القبة الحديد أربعة من الصواريخ، فيما سقطت الاخرى في الاراضي السورية، بحسب وسائل اعلامها.
ويقول المحلل العسكري في “هآرتس” إن الرد الاسرائيلي غير المتناسق قد يعيد جهود ايران لارساء وجود عسكري هناك أشهراً الى الوراء، وقد يدفع طهران الى اعادة التفكير في خطواتها. ومع ذلك يحذر من الافراط في الثقة بالنفس، قائلاً: “صحيح أن ثمة قيوداً على ايران هذه المرة، وأنها ضعيفة نسبياً في سوريا، والادارة الاميركية المنسحبة من الاتفاق النووي قد تقوم بأمر غير متوقع، ولكن في ظل ظروف قصوى أو ربما لاحقاً، قد تستخدم طهران سلاحها الاكبر، حزب الله، الامر الذي يكسب النزاع شكلاً مختلفاً”.
في مقابل التباهي الاسرائيلي بالرد العسكري الواسع في سوريا، ثمة مخاوف كبيرة من مبالغات في تقدير حجم الضرر الذي لحق بقدرات ايران هناك، أو حتى بقرارها اعادة التفكير في تحركاتها.
وفي هذا السياق ذكر محللون اسرائيليون بتباهي رئيس الوزراء الاسبق ايهود أولمرت بعملية “ليلة الفجر” عندما ادعى سلاح الجو الاسرائيلي بأنه قضى على كل منصات الصواريخ البعيدة المدى ل”حزب الله” في الليلة الثانية في حرب تموز 2006 وخطابه الاحتفالي في الكنيست بعد ذلك بأربعة ايام.
فبراي الخبراء العسكريين، تنفذ الحكومة الاسرائيلية خطة واضحة في سوريا تدعمها رئاسة الاركان، بعدما رسمت خطاً أحمر لايران وعززته منذ هجماتها التي بدأت في أيلول الماضي. وهي لم تتوان صباح اليوم عن تقويض الرد الايراني بغارات واسعة على مواقع لوجيستية وبنى تحتية. ولكن هاريل يحذر من أن فشل “الحرس الثوري الايراني” في رده ليل الاربعاء-الخميس لا يضمن بالضرورة تراجع ايران عن خططها، أو أنها لا تخطط لمزيد من الخطوات على جبهات أخرى ضد أهداف اسرائيلية، في الخارج أو على الحدود اللبنانية.
وفي هذا السياق، يبدو ان الاستخبارات الاسرائيلية تراقب من كثب رداً محتملاً من “حزب الله”.
موناليزا فريحة”