فقدت الساحة السياسية التونسية، يوم السبت (19 مايو 2016) مية الجريبي، أيقونة المعارضة زمن حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي بعد صراع مع المرض.
وأعلن الحزب الجمهوري المعارض عن وفاة المناضلة التونسية عن عمر 58 عاما، وهي أحد أبرز السياسيين الذين شكلوا رأس حربة المعارضة لنظام بن علي وكانت من بين قلائل ممن تصدوا بشجاعة لقمع نظام الرئيس الأسبق قبل سقوطه في عام 2011 في أعقاب ثورة شعبية.
واشتركت الجريبي مع السياسي المخضرم والمعارض أحمد نجيب الشابي في تأسيس حزب التجمع الاشتراكي التقدمي عام 1983 المعارض لحكم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، ومن بعده الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، والذي أصبح لاحقا يحمل اسم الحزب الديمقراطي التقدمي بدءا من عام 2001.
وعرفت الجريبي، التي تركت بصمات قوية في صياغة دستور حداثي لتونس بعد الثورة، بمواقفها القوية الداعمة للحريات والمناهضة للدكتاتورية، وهي أول امرأة تنال منصب الأمين العام لحزب معارض عام 2006، كما نشطت ضمن عدة منظمات حقوقية من بينها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.
ودخلت الجريبي مع السياسي أحمد نجيب الشابي في إضراب عن الطعام في أكتوبر عام 2007 للاحتجاج ضد قرار السلطات مصادرة مقره. وشاركت مية الجريبي مع الحزب التقدمي في أول انتخابات ديمقراطية نزيهة إبان الثورة التي أطاحت بحكم بن علي عام 2011، وفازت بمقعد في المجلس الوطني التأسيسي الذي كلف بصياغة دستور جديد للبلاد، إلى جانب 15 مقعدا آخر نالها الحزب.
وفي عام 2012 غيّر الحزب اسمه إلى الحزب الجمهوري بعد دخوله في ائتلاف مع أحزاب أخرى من بين القوى الوسطية الديمقراطية، لكنه عرف انتكاسة في انتخابات عام 2014 إذ لم يفز الحزب سوى بمقعد واحد، وتزامن ذلك مع متاعب صحية عرفتها مية الجريبي أدت إلى ابتعادها عن النشاط السياسي.
وعرفت مية بدفاعها عن الحريات وحقوق المرأة ومبدأ التناصف وتكافؤ الفرص بين الجنسين، وهو ما أقره دستور تونس الجديد في انتخابات 2014 وبشكل خاص في الانتخابات البلدية لعام 2018.