مشهد سفك الدماء أمس في “الهيبة العودة” مُفتَعل مُضخَّم. عذراً لأصحاب القلوب المُفرِطة في الذوبان. إنّها الحقيقة. يا لهذه الحرب الأهلية المُندلِعة، يا للموت العشوائي، يا للمجازر الكبرى! بالرّاحة علينا قليلاً.
الزائد أخو الناقص، واصطناع المشهد لن يفيد المسلسل (“أم بي سي”، “أم تي في”). كمية القتلى على الأرض يا للأسف، “مضحكة”.
استمالة المُشاهد لا تكون بأيّ ذريعة. قد تُحبس الأنفاس، لكنّ العمل سيترك انطباعاً بأنّه منفوخ مجاناً، من دون زبدة. نُرجئ الكتابة عنه حتى اكتمال الصورة ووضوح الرؤية.
لا يعقل أن تكون الدماء بهذا الشكل مُحرّكاً وحيداً للسياق. البنية محشوّة بالجثث، والحركة قائمة على كثافة القتل. على الجزء الثاني من المسلسل ألا يترك انطباعاً بأنّه مستند على الدماء، سريع الإصابة بالعطب من دونها.
كأنّه يحقن المُشاهد بإبرة إبهار، وبعد انتهاء مفعولها يسود الفراغ. أسماء في “الهيبة العودة” تصنع مجده.
لا المبالغة في الحروب والدموية والأسلحة. مشهد المجازر انقلب إلى ضدّه. الرهان على العنف وحده سينتهي بالمسلسل إلى حفر قبره بيده.