دعوات لإعلان حماية ملّاحات أنفه

نجت ملاحات أنفه أمس من مقصلة مجلس الوزراء، ونجح المجلس الأعلى للتنظيم المدني الذي رفض بالإجماع “المشروع الكافر” في الحفاظ على جمالية موقع شاطئ دير الناطور. وخوفاً من أن تهب رياح المصالح من جديد، تداعت الجمعيات البيئية والأهالي إلى لقاءات وتحركات تنسجم مع التزام لبنان بمعاهدة رامسار الدولية للمناطق الرطبة والملاحات التي انضم اليها لبنان عام 1999 واعلان ملاحات أنفه تراثاً وطنياً ومحميات طبيعية.

وكانت المخاوف بدأت تتسلل إلى شاطئ دير الناطور في أنفه. لاسيما أنه منذ شهر تقريباً تقدمت شركة إنماء ناطور بطلب للتنظيم المدني بهدف انشاء مشروع سياحي بمساحة 30990م2 من الاملاك البحرية في اليابسة و38875م2 مسطحات مائية مقابل العقار 912 في الحريشة – أنفه، ضمن املاك دير سيدة الناطور ما يدمر البيئة التراثية والدينية للمنطقة.

فهذا الجزء من الشاطئ اللبناني ذو خصائص بيئية نادرة ومميزة، ويمثل أثراً طبيعياً أخيراً كامل الأوصاف لم تتدهور أحواله النباتية والبحرية حتى الآن بفعل تأثير اعمال دخيلة من الانسان.

وقد دلت الدراسات أن بحر راس الناطور ما زال سليم البيئة والتنوع البيولوجي وهو انظف ماء بحر في لبنان ويعطي أفضل ملح بحري في العالم في ملاحاته التراثية التي جعلت أنفة عاصمة الملح اللبناني بامتياز لا سيما زهرة الملح الشهيرة بنقاوتها وتركيبها الطبيعي عالي الجودة .

يقول الناشط البيئي حافظ جريج :”في راس الناطور الملاحات التراثية الإنتاجية وفِي راس الملاليح الملاحات الصخرية الاثرية المنحوتة بالمطارق والازاميل اليدوية عبر العصور (وهي التي تطالب حركة ثورة الملح بإعلانها منطقة أثرية محمية في راس الملاليح)، مهددة بالمشاريع الصناعية العشوائية رغم أنها ضمن المنطقة المصنفة سياحية”.

ويضيف: “يجب المحافظة على الملاحات الناشطة في حرم دير سيدة الناطور بحد ادنى، كونها من الملاحات القليلة المتبقية على الشاطئ الأنفاوي، وهي العامل الرئيسي في تأمين معيشة بعض العائلات، ولما لها من مردود مالي، رغم ضآلته، حيث تعمل رئيسة الدير الأم كاترين من خلاله على ترميم ما يجب ترميمه في الدير، اضافة لما للملاحات من اهمية تراثية وتاريخية، وللموقع الديني من واجب تجاهه بالمحافظة على حرمه وحرمته″.

وتقول الحركة البيئية اللبنانية وجمعية أصدقاء البحر وحركة ثورة الملح وناشطون مدنيون وخبراء انضموا إلى الدفاع عن تراث أنفه الاصيل: “أن راس الناطور وملاحاته الإنتاجية مهدد بمشاريع تجارية للترفيه البحري، وراس الملاليح وملاحاته الصخرية الاثرية مهدد بمشاريع صناعية عشوائية.

وسنلجأ إلى التصعيد بكل الوسائل المشروعة للدفاع عن الرأسين، وانقاذ ثروة أنفه الاولى وتراثها الاصيل، الملاحات والملح البحري. ونطالب بإعلان أنفه عاصمة الملح البحري واعتبار ملاحاتها تراثاً وطنياً مع حمايته للسياحة البيئية واعتبار ملاحاته المحفورة اثرية محمية من اية مشاريع صناعية او عمرانية”.

طوني فرنجية

اخترنا لك