تُجرى استشارات نيابية ملزمة في القصر الجمهوري، لتسمية رئيس للحكومة، اليوم الخميس 24 أيار 2018.
أودّ أن أضع بين يدي رئيس البلاد، وبين يدي الرئيس الذي سيتمّ تكليفه، أسماء لشخصيات شاركت في “عهد الندوة اللبنانية”، لمؤسسها ميشال أسمر.
لماذا “الندوة اللبنانية”، ولماذا الأسماء التي شاركت في عهدها؟
لأن “الندوة” كانت منبراً للتفكير والسؤال والمناقشة والحوار العقلي المعمّق في شأن لبنان، ومعناه، وصعوباته، وتعقيداته البنيوية الداخلية، والجيوسياسية الإقليمية، ولاقتراح الحلول المستحسنة لقيادته، وتفعيل طاقاته.
ولأن منبر “الندوة” جمع حشداً من الطاقات الاختصاصية في مجالات الإدارة النزيهة (أكرّر: الإدارة النزيهة)، كما في مجال الفكر السياسي والقيمي والمعياري.
هكذا، يكون استحضار بعض تلك الأسماء التي “استدعتها” منصة “الندوة” للاستماع إليها، مدعاةً لحضّ رئيس الجمهورية والرئيس المنوي تكليفه، على استخلاص العبر من تلك المرحلة ورجالاتها، من أجل أن تكون الأسماء الرمزية المستحضرة، معياراً دلالياً إلى مرحلة “ذهبية” في تاريخ لبنان، وفي تاريخ الإدارة اللبنانية.
لعلّ في استحضار مثل تلك الأسماء، ما يفتّح الأذهان، وينير العقول، ويضيء القلوب، وينبّه “المسؤول”، إلى لزوم وضع حدّ لاستشراس مفهوم التقاسم والمحاصصة والنهب في كيفية إدارة شؤون الدولة.
لقد عدتُ إلى ملفات “الندوة”، في تلك المرحلة، وإلى بعض الأصدقاء ممن رافقوا نشاطها، وجمعتُ بمساعدتهم، عدداً من تلك الأسماء، وأنا أنشرها في الأسطر التالية، لعلّ في التذكير بها ما يساهم في فضح “الفجعانين”، وتخجيلهم من أنفسهم، وربما – ربما – يساهم في “فرملة” نزولهم بالبلاد إلى قعر الهاوية.
من تلك الأسماء المستحضرة “عشوائياً”: موريس شهاب، جان عزيز، سعيد حمادة، كسروان لبكي، منصور شليطا، راشد طبارة، شفيق حاتم، غبريال منسى، فؤاد عمون، أندره تويني، مصطفى نصولي، ادمون نعيم، جميل شهاب، جوزف نجار، فؤاد شادر، حليم أبو عز الدين، اميل يني، ابرهيم الاحدب، حسن قبلان، نديم دمشقية، حسن حسن، محمد عطالله، عمر عضاضة، خليل سالم، ابرهيم عبد العال، سليم حيدر، موريس الجميل، غالب الترك، جوزف زعرور، فؤاد البزري، رضا وحيد، خطار شبلي، عبد الرحمن طيارة، موسى مبارك، فيليب تقلا، بيار اده، ميشال الخوري، سليمان نوفل، سليم لحود، أمين البزري، شارل عمون، نجيب صدقة، هنري الجميل، جوزف أبو خاطر، خليل تقي الدين، ادوار غرة، نجيب علم الدين، حسن صعب… إلى آخره.
أدعو الرئيس “المسؤول” والرئيس “المكلّف” إلى المحاولة، إلى المحاولة فحسب، وفقط، أي إلى محاولة تأليف حكومة بمثل هذه “النوعية” من الأشخاص، لعلّ فيها ما يجدي، لأننا نجد أنفسنا مدعوين، وبدون كلل، وبدون يأس، إلى إطلاق النداء لتأليف “حكومة ظلّ” من مثل هؤلاء، تراقب عمل الحكومة، وتسائلها، وأيضاً لتواصل نزاهة التعرية ومسؤولية الفضح واقتراح الحلول… من أجل لبنان!
واجبنا أن نجد أنفسنا مدعوين إلى تأليف مثل تلك الحكومة، “حكومة الظلّ”، أياً تكن الحكومة الرسمية التي يزمع “المسؤول” تأليفها.
وكما في “عهد الندوة”، ثمة في هذا الزمن، في هذا الزمن بالذات، والآن، وهنا، من أهل النزاهة والمعرفة والشفافية والاختصاص و… العقل، مَن يمكن بهم، لا أن تؤلَّف حكومةُ ظلٍّ فحسب، بل أن تؤلَّف – بهم – الحكومة الدستورية، القانونية، الرسمية، التي يعلنها “الرئيس المسؤول” و”الرئيس المكلف”.
… وان يكون النصف، نصف العدد، من النساء.
أوقِفوا جريمتكم السياسية المستفحلة.
عقل العويط