بات محسوماً ومعلناً أنّ التيّار الوطني الحر لن يفصل الوزارة عن النيابة. انتخاب جبران باسيل نائباً دفع التيّار الوطني الحر الى التراجع عمّا سبق أن طالب به. علماً أنّ ثلاثة أحزابٍ كبرى ستعتمد الفصل في الحكومة المقبلة.
وهي تيّار المستقبل وحزب الله والقوات اللبنانيّة. ومن شأن الفصل، لو عُمّم على الكتل النيابيّة كلّها، أن يرفع من مستوى المحاسبة ويفعّل دور المجلس النيابي الذي بات ظلّ الحكومة لا المراقب لها. لكنّ أول المطالبين به تراجع عنه.
بدت ميراي عون الهاشم من أكثر المتحمّسين لفصل النيابة عن الوزارة. السيّدة التي يصفها والدها رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون بعقله كانت تجد في زوج شقيقتها عقبة أمام بلوغها منصباً وزاريّاً.
والحلّ الأمثل بالنسبة إليها كان بفصل النيابة عن الوزارة. يتفرّغ باسيل للعمل النيابي ورئاسة التكتل و”التيّار” وتتفرّغ هي لمنصبٍ وزاري. لكنّ رياح باسيل لم تجرِ كما تشتهي سفينة الهاشم. إلا أنّ طريق الأخيرة الى الحكومة ليس مقطوعاً، كما يبدو.
يتّجه رئيس الجمهوريّة الى حسم قراره بتوزير ابنته الكبرى من حصّته الوزاريّة، وهو أبلغ ذلك صراحةً الى أحد المسؤولين في حزب الله في إطار التنسيق مع الحزب. ستتولّى عون الهاشم وزارة الاقتصاد والتجارة، وهي الحقيبة التي كانت تتابع شؤونها منذ تولّي الوزير الحالي رائد خوري حقيبتها، علماً أنّها هي من اقترحت اسمه للتوزير.
كما تابعت، بصفتها مستشارة الرئيس، الكثير من الملفات الاقتصاديّة، خصوصاً تلك المرتبطة بمؤتمر “سيدر” الذي انعقد في باريس، وشاركت أيضاً في الاجتماعات التحضيريّة له.
سيكون لبنان إذاً أمام سابقة لم يشهد مثيلاً لها في تاريخه، وهي توزير ابنة رئيس وصهره في آنٍ معاً. سبق للرئيس سليمان فرنجيّة أن ضمّ نجله طوني الى ثلاث حكومات في عهده. بينما ضمّ الرؤساء الياس الهراوي، إميل لحود وميشال عون أصهرتهم الى حكومات في عهدهم. ومن السوابق المماثلة توزير الرئيس أمين الجميّل لوالده في عهده، وذلك بصفته رئيس حزب الكتائب اللبنانيّة.
إلا أنّ عون سيكون الأول في ضمّ ابنته وصهره في حكومة واحدة… فهل يفعلها؟
داني حداد