عرضت قناة “الجديد” تقريراً حمل عنوان “من قائد حراك الى بائع جلاب”! وجاء فيه التالي : “لم الحراك الشعبي إلّا محطة جمعت كثيراً من الطامحين إلى تغيير واقع بلدهم. برزت فيه وجوه عدّة مازلنا نذكرها حتى اليوم”.
بلال علاو، شاب لبناني يشبه الكثير من الشباب اللبنانيين الذين ما زالوا في وطنهم ولم يهاجروا. شاب طموح قرر تحدي صعوبات الحياة وعدم الوقوف مكتوف الأيدي، لكن ما لم يفكر به هو أن الدولة ستقرر الوقوف بوجهه وبوجه طموحاته.
وفي التفاصيل، بلال عاطل عن العمل ككثير من الشباب، لكنه قرر استغلال أجواء شهر رمضان المبارك ونزل الى الشارع، واضعاً بسطة لبيع المشروبات. يداً بيد مع والدته التي ساعدته بتحضير العصائر، بالإضافة الى دعم الأصدقاء، وضع علاو بسطته وبدأ بتحقيق الأرباح التي حرم منها بسبب عدم تمكنه من العثور على عمل. لكن طموح بلال بتمكين نفسه اصطدم بعرض الحائط، فالدولة قررت الوقوف في وجهه ومنعته من وضع البسطة باعتبار أنها مخالفة للقانون.
بلال كتب عبر حسابه الخاص في موقع فيسبوك رسالة مؤثرة جداً لقيت تفاعلاً واسعاً ودعماً كبيراً من الأصدقاء والناشطين.
وقال فيها: “انا من اول يوم فتحت هالبسطة لعنجد اترزق وكون قد حالي وما احتاج حدن وما الجأ للمخدرات وكل شي قرف، بس من أول ما فتحت لهلق والدرك مش تاركيني بحالي كل يوم بيجوا، مش قلتلك ما بدي شوفك هون، مش قلتلك تشيل البسطة من هون، مش قلتلك ما بقى تصف هون”، وأضاف: “صار مشكل حدي مع شباب ما بعرفن والدركي واقف عم يتفرج وصار سحب سكاكين خلص المشكل قام اجى دغري لعندي وقلي يلا شللي هالبسطة من هون وما تفتح تمك بولا كلمة”.
علاو تساءل: “تركت العالم عم تدبح بعض وجيت لعندي لتشيل البسطة ليه؟ شو غلطتي اني عم بترزق عم كون قد حالي لأنو بلدي حارمني كل شي ليش بدكن تتصرفوا معنا بهالطريقة؟”، وختم قائلاً: “عندما يلجأ إبن بعلبك الهرمل للأعمال الغير قانونية، فإعلم إنو دولتو حرقت دينو وموتتو الجوع!!”.
وفي منشور آخر قال علاو: “اوكي انشالت البسطة بالقوة وتهددت بالتوقيف والظبط بس بكرا لو شو ما بدو يكلفني الأمر رح ترجع تنحط البسطة. مش رح اسرق. مش رح كون بلطجي”.
قصة بلال ورسالته المؤثرة لقيت تفاعلاً كبيراً في موقع فيسبوك، وعبّر الناشطون والرواد عن دعمهم له ووقوفهم الى جانبه، رافضين تصرف الدرك وقوى الأمن. ولو كان وضع البسطة يعتبر مخالفاً للقانون أو تشويهاً للمشهد العام (بحسب قوانين الدول الأوروبية مثلاً)، لكن بلال شاب طموح يستحق الحصول على فرصة لإثبات نفسه والنجاح بحياته والخروج من حالة الاكتئاب التي تسيطر عليه وعلى الشباب اللبنانيين.