الحريري يسابق الوقت ويستنفر فريقه السياسي

أطلق رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري عجلة المشاورات السياسية من أجل إنجاز مهمته في أسرع وقت ممكن لاستكمال الإستحقاقات المتعدّدة التي تنتظر الساحة الداخلية.

ووفق مصادر نيابية في تيار “المستقبل”، فإن الرئيس الحريري يسابق الوقت ويستنفر كل فريقه السياسي لفتح قنوات التواصل مع كل الأطراف التي سبق وأن استمع إليها خلال المشاورات النيابية، ولذلك، فهو يتحرّك باتجاه كل المرجعيات من أجل رسم خارطة طريق التأليف، والسعي إلى الحفاظ على أجواء التوافق في هذه العملية، كما في المرحلة المقبلة، وذلك بهدف الوصول إلى تشكيل حكومة قادرة على تحمّل المسؤولية على كل المستويات.

لكن هذه الإرادة بالإسراع في التأليف، لا تتطابق مع بعض الإتجاهات التي برزت لدى العديد من القوى السياسية والحزبية، على حدّ قول المصادر، التي كشفت أن المناخ الفعلي الضاغط نحو تحاشي الفراغ والتعطيل وتهدئة الشحن الطائفي والمذهبي، يصطدم بالصراعات والمناكفات والتنازع على المقاعد الوزارية، والتي تدفع إلى البحث عن تسويات، قد تكون مفيدة من أجل الخروج من أي تأزّم، ولكنها لن تفيد المصلحة اللبنانية التي تفترض حكومة فاعلة وجدّية.

وفي حين شدّدت المصادر نفسها، على أهمية أن تلاقي كل المرجعيات السياسية والحزبية الرئيس الحريري في إيجابيته الواضحة، اعتبرت أن عقد التأليف لا توحي بإمكان الوصول إلى حلول سريعة، خصوصاً في ظل الشروط والمطالب التي وضعها كل فريق، والتي وصلت إلى حد وضع فيتوات على وزارات معينة، أو على حصص، أو على شخصيات محدّدة.

وفي هذا المجال، كشفت المصادر، أن الرئيس المكلّف ينطلق من قاعدة التوازن في التمثيل السياسي والطائفي بين كل المكوّنات السياسية، وبالتالي، فإن المعادلة الحكومية واضحة لجهة حصص كل طائفة بالدرجة الأولى، حيث أن الأحجام النيابية تفرض نفسها، ولكن ليس على حساب المرجعيات في كل طائفة، والتي تتمسّك بحقها في الحصول على حقائب وزارية، وذلك من أجل تحقيق التوازن الضروري في الحكومة المقبلة.

وفي موازاة العزم والإصرار لدى الرئيس الحريري على الإصلاح ومكافحة الهدر والفساد مستقبلاً، تبرز، بحسب المصادر، المخاوف من أن ترتّب بعض الأزمات المحلية، كما الإقليمية، أمراً واقعاً سلبياً قد يساهم في تعقيد مهمة الحريري، ومن هنا كانت الدعوة التي أطلقها من أجل تهدئة السجالات الحكومية وغير الحكومية، وذلك من أجل العودة إلى تصويب مسار العمل السياسي، والتركيز على الملفات الحياتية، وإن كانت العناوين الأخرى المطروحة لا تقلّ أهمية عنها.

وعلى الرغم من كل العناصر الطارئة التي استجدّت داخلياً، فإن هذا الإصرار لا يزال عنواناً للحراك السياسي الهادف إلى تسريع ولادة الحكومة، إذ أكدت المصادر “المستقبلية”، أن العديد من العقد برزت خلال الأسبوع الماضي قد تتّجه إلى الحلحلة، في ضوء فتح خطوط التفاوض من قبل الحريري في أكثر من اتجاه، وذلك بغية تدوير الزوايا والوصول إلى نقاط التقاء في إطار الإنفتاح المطلوب من الجميع من أجل استعجال التأليف، وإطلاق ورشة العمل الحكومية سريعاً.

فادي عيد

اخترنا لك