توالت الإنجازات النوعية لشعبة المعلومات خلال الأيام القليلة الماضية، في معظم المناطق اللبنانية. وفي جوجلة سريعة على أهم هذه العمليات، تُظهر أن الجزء الأكبر منها جرت في مناطق كانت محرّمة سابقاً على هذا الفرع. وأوقفت شعبة المعلومات عصابة عالمية تهرب المخدرات الى خارج لبنان وألقت القبض على 7 موقوفين وتمت مصادرة 15 طن من المخدرات في الأوزاعي كانت معدّة للتصدير إلى الخارج عبر مرفأ بيروت.
كما داهمت “الشعبة” بلدة بريتال، وسط إطلاق نار كثيف، واعتقلت سوريين اثنين ومتهمين بسرقة سيارات بأعداد كبيرة. وأوقفت في بعلبك المدعو ع.ع، المطلوب بعدة مذكرات توقيف لإقدامه على إطلاق النار في أوقات سابقة في إشكالات في مدينة بعلبك.
لا تخفى على أحد طبيعة العلاقة التاريخية المتشنجة بين فرع المعلومات وحزب الله، لارتباط الأول بجهة سياسية، وتوجيهه أصابع الاتهام لحزب الله بجرائم الاغتيال التي أعقبت 2005. كيف دخل فرع المعلومات إلى المربعات الأمنية الخاصة بالحزب ومن كسر جبل الجليد بين الطرفين حتى بدا التنسيق الأمني بينهما واضح المعالم في المرحلة الأخيرة؟
يكشف مصدر أمني لـ”ليبانون ديبايت” خفايا ما يحصل، ويؤكد أن التنسيق حصل بين المعلومات وحزب الله في العمليات الأخيرة، إذ إن “قوى الأمن الداخلي لا تدخل المربعات الأمنية من دون التنسيق مع حزب الله أو من دون الحصول على الضوء الأخضر من الأخير”.
وعن بداية التنسيق يقول المصدر بدأ بين المعلومات وحزب الله منذ ما يقارب الشهرين، “ولمسنا كقوى أمنية تغييراً واضحاً في طبيعة تعاطي حزب الله معنا، الذي بات يسهل عملياتنا داخل مناطقه من مداهمات وملاحقات”.
وعادةً ما يتم التنسيق في هذه العمليات المتركزة اليوم على ملفي المخدرات والسرقات بين شعبة المعلومات ومسؤولي حزب الله في المناطق، الذين لم يكتفوا ببعض الأحيان برفع الغطاء عن المخالفين بل بتسهيل عمل القوى الأمنية ورعاية العمليات الأمنية من الألف إلى الياء، وحتى في بعض الأحيان يقومون هم بإلقاء القبض على المخالفين وتسليمهم للفرع، وفقاً للمصدر.
ويضع المصدر الأمني التغير المفاجئ لحزب الله تجاه العلاقة مع المعلومات باستراتيجية حزب الله الجديدة وهي الانفتاح على الآخرين ومحاربة الفساد، ويأتي تسهيل مهمة القوى الأمنية كبادرة حسن نية وترجمة لحربه على الفساد.
من جهتها، لم تنفِ مصادر مقربة من حزب الله هذا التنسيق، وأكدت في حديثها لـ”ليبانون ديبايت” أن لا غطاء على أحد من المخلين بالأمن، وإن وجِد هذا الغطاء فهو من بعض المستفيدين من هؤلاء الاشخاص.
وتلفت المصادر إلى أن للدولة مطلق حرية التصرف في خطة شاملة لمكافحة آفة المخدرات، وأبدت حرص حزب الله على المساعدة بمن يمثل في المنطقة لتحقيق هذا الهدف، بغض النظر عن الجهاز الأمني الذي يقوم بالمهمة، وفرع المعلومات جهاز أمني تابع للدولة اللبنانية، ولا فيتو على أي جهاز أمني. وتضيف “لا بل نساهم بتقديم معلومات لهؤلاء والتنسيق مفتوح أمام كل الأجهزة الأمنية الأمر الذي يؤدي إلى نتائج مشرفة كالتي شهدناها في الأوزاعي”.
علماً أنه لا توجد مناطق محظورة على القوى الأمنية كما يُروّج في بعض وسائل الإعلام، والدليل المداهمات الأخيرة التي حصلت في مناطق يعتبرها الإعلام نفسه محظورة. وأكدت المصادر أن التنسيق مستمرّ وستشهد الأيام المقبلة مزيداً من العمليات النوعية، بحسب مصادر حزب الله.
نهلا ناصر الدين