حزب الله يواجه تحدياً مع إيران

تساءلت مجلة “فورين أفيرز” الأميركية عن الكيفية التي يمكن من خلالها لأميركا مواجهة إيران والحد من طموحاتها في سوريا، مشيرةً إلى أنّ الجواب يكمن في تفكيك التحالف الموالي للرئيس السوري بشار الأسد.

وشرح تحليل المجلة أنّ طهران تريد ترسيخ مكاسبها في سوريا، وممارسة الضغط على إسرائيل، لكن النظام السوري و”حزب الله” وروسيا يخشون من مواجهة عسكرية شاملة مع إسرائيل قد تقوض كل ما قاتلوا من أجله لعقود في الشرق الأوسط.

وأوضح التحليل أنّ موسكو تريد تقوية سيطرتها على القاعدة البحرية في طرطوس والقاعدة الجوية الوحيدة في الشرق الأوسط (حميميم)، التي تقوم بتوسيعها لدعم عملياتها العسكرية المستقبلية في المنطقة، قائلاً: ويرغب بوتين بتأمين عقود إعمار لحلفائه، خاصة تلك المتعلقة باحتياطات الغاز الطبيعي على الشاطئ السوري والصحراء السورية في الوسط والشرق من البلاد.

أما “حزب الله”، فاعتبر التحليل أنّه قلق من حرب جديدة، خاصة بعد تقوية مكانته السياسية في الانتخابات الأخيرة، مبيناً أنّّه يواجه تحديا في العلاقة مع الحرس الثوري الإيراني. ففي الوقت الذي كان فيه “حزب الله” بمثابة الجماعة الوكيلة التابعة له في الشرق بحيث منحه ورقة نفوذ، إلا أن قادة الحرس الثوري ومنذ بداية الحرب الأهلية أنشأوا عددا من القوات المحلية داخل سوريا. ويظل السؤال مفتوحا حول قدرة الحزب على رد طلب من الحرس الثوري المشاركة في أي مواجهة ضد إسرائيل.

ويرى التحليل أن الانقسامات هذه تعزل إيران عن شركائها في سوريا، ففي الهجمات الأخيرة التي نفذتها إسرائيل برضى أو بتعاون روسي، اختارت روسيا عدم جمع قواتها مع تلك التابعة لإيران، بشكل يمنح إسرائيل وبناء على اتفاق تجنب الصدام في الأجواء السورية فرصة ضرب الأهداف الإيرانية في أي وقت تريد.

ويشير التحليل إلى الخلاف بين روسيا وإيران حول وجود القوات الأجنبية في سوريا مع انخفاض وتيرة القتال، مذكّرا بتصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ضرورة مغادرة القوات الأجنبية لسوريا. وهناك تقارير عن طلب الأسد من الإيرانيين مغادرة المناطق الجنوبية في مناطق خفض التوتر قرب الحدود الأردنية.

عن خيارات واشنطن في التعامل مع الوضع، عدد التحليل ما يلي:

  • التخلي عن وهمِ رحيل الأسد.

  • تأكيد الولايات المتحدة على نيتها البقاء في شمال شرق سوريا ولأمد طويل؛ فهذه المناطق بالإضافة للشمال تحتوي على مصادر البلد الرئيسية من النفط والماء والزراعة.

  • هناك دور لا يزال بوسع الولايات المتحدة أن تلعبه في الجنوب بالتعاون مع الأردن وإسرائيل. وقد دعمت جماعات “معتدلة” هناك تسيطر على المنطقة منذ سنين. ويجب على إدارة ترامب أن توضح علانية أن المعارضة التي تسيطر على منطقة جنوب غرب سوريا يجب أن تحتفظ باستقلالها الذاتي وتواصل الحصول على المساعدات الإنسانية من خلال المعابر الحدودية مع الأردن.

اخترنا لك