التبغ في جنوب لبنان مصاب بمرض الميلديو والخوف على القمح

كارثة حقيقية أصابت محاصيل التبغ الزراعية في عدد من القرى خصوصا الجنوبية. خسائر كبيرة انهالت على المزارعين الجنوبيين بسبب الأمراض التي اصابت شتول التبغ نتيجة التقلبات المناخية غير المعتادة التي شهدها لبنان في الآونة الأخيرة. علت على إثرها صرخة المزارعين الذين أثقل كاهلهم بالحرمان في مناطقهم ليأتيهم ما يفاقم أزمتهم. وطالب المزارعون المعنيين بتعويض لمواجهة ما تعرّضوا له من خسارة.

لم يهمل المعنيون الأمر اذ سارع عدد من المسؤولين لعقد اجتماع عاجل لمعالجة الأضرار التي لحقت بمزارعي التبغ وقاموا بجولة على عدد من المناطق للكشف على الأضرار واخذ عينات من المحاصيل الزراعية من قبل الهيئة العليا للإغاثة لمسح الأضرار وإحصائها.

عضو اتحاد نقابات العاملين في زراعة التبغ والتنباك في لبنان ناصيف حمود أوضح لـ”ليبانون ديبايت” ان الكارثة التي لحقت بالأضرار سببها الأمطار التي تساقطت بكثرة عن غير عادة في مثل هذا الوقت من السنة وأصابت اساس الشتل واوراق مزروعات التبغ. الأمر الذي أدى الى انتشار مرض “الميلديو” الذي يؤدي إلى اصفرار الشتول والترميد واليباس.

وأكد انه على الرغم من محاولات عدة لإنقاذ المحاصيل عبر معالجتها من قبل ادارة حصر التبغ والتنباك “الريجي” والنقابة برش مبيدات زراعية بائت تلك المحاولات بالفشل. وفتكت الأوبئة في حقول التبغ متسببة بتلف أجزاء كبيرة من المحاصيل، وخسائر كارثية على المزارعين. وأشار الى انه على مزارع التبغ بحسب الرخصة التي يستحصلها بيع 400 كيلوغراما من التبغ للدولة عبر ادارة حصر التبغ والتنباك، لكن للأسف لم يتبق شيئا من المحصول وعلى المعنيين التعويض للمزارع.

الكارثة الأكبر التي تحدّث عنها حمود هي “غياب فرص العمل في المناطق المتضررة، والمزارع لا يملك أي سبيل للعيش سوى زراعة التبغ. وهو يعيش في حرمان من أبسط حقوقه فكيف إذا أصاب مصدر لقمة عيشه الوحيد هذه المصيبة؟”. وطالب بحق المزارع بضمان اجتماعي، نظرا لتعذّر المزارع تحمل تكاليف دخول المستشفى بعد غلاء الأسعار الذي لحق بالقطاعات الخدماتية.

شدد عضو الاتحاد على ضرورة ايجاد آليات للتعويض على المزارع في أسرع وقت. على أمل ألّا يحصل بهذه التعويضات كما حصل بتلك التي وعد بها بعض أهالي الجنوب منذ حرب تموز 2006 ولا تزال حبراً على ورق. أضف الى مطالب أخرى غير حق الانتساب إلى الضمان الصحي الاجتماعي، مثل رفع الأسعار لحوالي 3000 ليرة لبنانية على كيلو التبغ أقله هذا العام بعد الكارثة التي حلّت بهم بما يوازي الغلاء المعيشي.

وحذّر حمود من المخاطر التي تهدد محاصيل زراعية غير التبغ جراء الأمطار الغزيرة التي لحقت بالمزروعات في الأيام الأخيرة لا سيما في منطقة البقاع الشمالي. جرفت السيول معها حقول القمح والشعير والحمص والعدس، وألحقت اضرارا جسيمة بموسم القمح، كما تضررت بساتين الرمان التي لم يكتمل عقدها. وقال “ما بدنا نكبّر الحجر، خليهم يبلشوا بحل لمزارعي التبغ لتخفيف حجم الكارثة، ولاحقا متابعة أوضاع المحاصيل الأخرى”.

كريستل خليل

اخترنا لك