جبل النفايات في طرابلس على وشك الانفجار

يمكن الجزم بأن طرابلس تعيش مصيبة بيئية حقيقية جراء جبل النفايات وجراء عدة عوامل ستؤدي حكما إلى إنفجار من الصعب التكهن بحدود الكارثة الصحية والبيئية إن وقعت، نتيجة التكدس العشوائي للنفايات من دون معالجتها والغازات المنبعثة من داخله، والتي لا تجري معالجتها بشكل علمي سليم وتشققات في حائط الدعم، والمصيبة بأن جبل النفايات الذي ضرب الرقم القياسي بعلو 40 مترا على مساحة 60 الف متر مربع، ما جعله يتربع على عرش أعلى جبل نفايات في مدن حوض المتوسط .

لا يمكن حصر الا ضرار الناجمة عن تكدس النفايات في موقع حساس على الشاطىء وعلى مقربة من مرفأ طرابلس، ومكب النفايات التي تحول جبلا بات من معالم العاصمة الثانية السيئة والمسيئة كان من المفترض إقفاله في العام ،2012 وكباقي مرافق مدينة طرابلس جرى إهماله وتركه لقدره المحتوم ليصبح على الهيئة الحالية من دون بروز بوادر لمعالجته.

تضيع المسؤوليات وتتضارب الصلاحيات حول الجهة المعنية لتحديد المسؤوليات لكن النتيجة تبدو واحدة: إهمال وإستهتار في قضايا ومطالب طرابلس أدى الى تفاقم المشكلة لتصبح على صورتها الراهنة. فوفق القانون فإن كنس وجمع النفايات هي من مهمة البلديات في حين أن تجميعها ومعالجتها تقع على الدولة ممثلة بمجلس الإنماء و الاعمار، غير أن جداول عمل البلديات المعنية أي طرابلس والميناء لم تتضمن في جداول عملها السعي وملاحقة أوضاع المكب، كما أن تقاعس مجلس الانماء و الاعمار في كيفية تأمين البدائل ما جعل من جبل النفايات أشبه ببركان قد ينفجر والإتكال على العناية الالهية فقط في إنتظار معالجة فعالة .

في ضوء الوضع المأزوم، تتجه الانظار الى موعد 21 حزيران الجاري لعقد إجتماع موسع لكل فعاليات طرابلس من نواب وأعضاء مجلس بلدية معنية في مدن إتحاد بلديات الفيحاء، كما جهات معنية لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم والسعي لمواجهة الكارثة، غير أن مخاوف حقيقية تنتاب المواطنين في طرابلس لإمكانية فشل الاجتماع، وبالتالي تمييع القضية الاساس جراء التجاذب السياسي وسعي بعض الاطراف لعرقلة الحلول أو نتيجة الخلافات العميقة داخل البلديات ومجلس بلدية طرابلس، وهناك من يؤكد أن فرصة الحل مهددة فعلياً في ضوء مؤشرات غير مشجعة إلا إذا نجح الضغط الشعبي بوضع مختلف الاطراف السياسية أمام مسؤولياتها .

الخبيرة البيئية د. ميرفت الهوز أطلقت عبر “لبنان 24″ صرخة مدوية بوضع جميع الخلافات جانبا ووضع خطة طوارىء فورية بين جميع الجهات المعنية، مؤكدة أن الاجتماع الحالي لا يعني إيجاد الحل بقدر ما هو لوضع قطار المعالجة على السكة الصحيحة و القاضي بتدارس إقفاله فورا، ولكن تأمين البدائل الناجعة ثم الإنصراف لمعالجة حجم أضراره الفادحة صحيا وبيئيا جراء التلوث الذي يدفع بوفاة 7 مواطنين في طرابلس بأمراض السرطان .

تابعت الهوز:”لا يمكن حصر حجم الاوبئة التي ينقلها المكب لسكان طرابلس والجوار من روائح كريهة تجتاح المدينة إلى عصارات تتسرب الى البحر تقضي على الحياة البحرية وصولا الى الاخطر، وهي سموم يحملها الهواء لا يمكن إكتشافها ويتنشقها جميع المواطنين وتسبب الامراض الخطيرة وأبرزها السرطان”.

د. ميرفت الهوز أو “المناضلة البيئية” التي خاضت الانتخابات النيابية على لائحة “العزم” ولم يحالفها الحظ، لا تتوانى بالدعوة الى العصيان الشامل والنزول الى الشارع والاعتصام أمام منازل السياسيين إذا ما إستمرت حالة الاستهتار ببيئة طرابلس وصحة مواطنيها قائلة “منذ 21 عاما وأنا أرفع الصوت عاليا بكل ما يتصل بحقوق طرابلس وتحديدا في مجال عملي ضمن الميدان البيئي، و بداية الحل البيئي يتمثل بإعتماد فرز النفايات من المصدر وإشاعة الوعي البيئي بين المواطنيين منعا لقيام جبل نفايات جديد كما إقفال المكب الحالي فورا والإنصراف لمعالجته”.

اخترنا لك