أنا شخصياً أحبّ قاسم سليماني.
ليس لأنه قائد “فيلق القدس” فحسب، بل خصوصاً لأنه صريح.
هذا من جهة.
أما من جهة ثانية، فأنا أحبّه لأنه، على قول بعضهم، وقِح.
ولأنه، على قول بعضهم الآخر، لئيم.
يا لئيم، يا قاسم سليماني !
ولأنه – في أعماق أعماقه والقول لهؤلاء ولأولئك – “يحتقر” حلفاء “حزب الله” في لبنان، ويعتبرهم “أرقاماً” ملحقة. محض أرقام ملحقة.
لكن قاسم سليماني ذكي وديبلوماسي، فهو لا يُظهِر هذا “الاحتقار”. حاشا. ولا يعلنه. أعوذ بالله.
هو فقط يكتفي بالتصريح. والإيماء.
وليس على المتلقي سوى أن يفسّر التصريح والإيماء على ذوقه.
مَن هو المتلقّي ؟
المتلقّي هو أنتَ.
المتلقّي هو أنتِ.
المتلقّي هو أنا.
المتلقّي هو العالم.
المتلقّي أيضاً وخصوصاً وبدايةً، هم الـ”74″.
مفهوم ؟!
أحبّ أن أعرف بماذا يشعر هؤلاء، وهم يتلقّون مثل هذا التصريح ؟
عندي فضولٌ فحسب.
قبّح الله الفضول.
هل يشعرون بالاعتزاز؟ بالامتعاض؟ بالنشوة ؟ … بالكرامة ؟
لكني في قرارتي أيضاً، أشعر بـ”الانتقام” من هؤلاء الـ”74″.
بيستاهلوا.
وخصوصاً لأن قاسم سليماني لا يذكرهم بالإسم.
فهؤلاء، عنده، لا هويات لهم.
ولا أسماء لهم.
ولا شخصيات لهم.
ولا أحزاب، ولا تيارات ينتمون إليها.
إنهم رقمٌ فقط.
74.
رقمٌ ملحقٌ بحزبٍ واحد، هو “حزب الله”.
وأنا في قرارتي أيضاً وأيضاً، أشعر بلزوم تهنئة “حزب الله” بسبب “رقمه” القياسي الجديد في لبنان.
“74 نائباً”.
مين قدّو !
لحّقوا حالكم. عقبال الـ 128!
لتذكير أصحاب الذاكرة الضعيفة فقط: فقد كان قائد “فیلق القدس” التابع للحرس الثوري، اللواء قاسم سليماني، قال إن الانتخابات التي أجريت في لبنان أخيراً كانت بمنزلة الاستفتاء الشعبي، موضحاً أنها تمثل انتصاراً كبيرا لـ”حزب الله” الذي تحوّل من حزب مقاوم إلی حكومة مقاومة.
ونقلت عنه “وكالة أنباء فارس” الايرانية “واس” شبه الرسمية أن السعودية أنفقت 200 مليون دولار في تلك الانتخابات خلال فترة قصيرة، ومع ذلك فاز “حزب الله”، في ظل الظروف التي یتهمه جميع الأطراف فيها بالتدخل في شؤون سوريا ولبنان والعراق واليمن والمنطقة.
وأضاف أن “مجلس التعاون والسعودية والبلدان الجاهلة التي يحكمها الجهلة، اتهموا أفضل تيار إسلامي بأنه من المجاميع الإرهابية، وأدرجوا أسماء شخصیات كالسيد حسن نصرالله علی قائمة الإرهاب، واعتبروا كل حلفائه من السنة والشيعة، عملاء إيران”.
وأضاف أن “محافظة كرمان، جنوب شرق إيران، تفوق مساحتها لبنان بنحو 10 إلى 15 ضعفاً، وانفاق 200 مليون دولار في بيئة صغيرة خلال فترة قصيرة ليس بالأمر البسيط، لكن ماذا حدث؟ النتيجة أن الفائز الاول في بيروت ينتمي إلى حزب الله”.
وختم أن الحزب حصل للمرة الأولى على 74 مقعداً من أصل 128 مقعداً في البرلمان اللبناني، واصفاً ذلك الفوز بـ”النصر الكبير”.
لمَن لا يعرف اللواء قاسم سليماني جيداً، ذهبتُ إلى الـ”ويكيبيديا”، وعدت بهذه النبذة، تعميماً للفائدة :
من مواليد 11 آذار 1955 (برج الحوت، يعني). هو جنرال إيراني وقائد “فيلق القدس” منذ 1998 خلفاً لأحمد وحيدي.
“فيلق القدس” فرقة تابعة للحرس الثوري الإيراني، مسؤولة أساسا عن العمليات العسكرية والعمليات السرية خارج الحدود الإيرانية.
وهو من قدامى المحاربين في الحرب العراقية – الإيرانية في الثمانينات، حيث قاد “فيلق 41 ثأر الله”، وهو فيلق محافظة كرمان.
في 24 كانون الثاني 2011 رقّى قائد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي، رتبة قاسم سليماني العسكرية من عقيد إلى لواء.
وكان سليماني نشطاً في العديد من الصراعات في أنحاء الشرق الأوسط، وخصوصاً في العراق وسوريا. وكانت أساليبه مزيجاً من المساعدة العسكرية للحلفاء الإيديولوجيين والديبلوماسية والاستراتيجية الصعبة.
قدّم منذ فترة طويلة مساعدات عسكرية للشيعة وللجماعات الكردية المناهضة لصدام في العراق، ولـ”حزب الله “في لبنان، ولحركة “حماس” في الأراضى الفلسطينية.
في العام 2012، ساعد سليماني في دعم الحكومة السورية، مع نشوب الثورة ضدّها.
ساعد في قيادة قوات الحكومة العراقية و”الحشد الشعبي” المشتركة التي تقدمت ضد “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش).
تصنّف الولايات المتحدة قاسم سليماني كداعم للإرهاب.
عقل العويط