“حزب الله” حوّل مطار بيروت إلى “مركز لتهريب المخدرات والسلاح والمقاتلين” هذا ما زعمته صحيفة “واشنطن تايمز” الأميركية إثر انتشار خبر عن سماح الأمن العام للإيرانيين بالدخول إلى لبنان من دون ختم جواز سفرهم عبر المطار.
وعلى الرغم من أنّ خيار عدم ختم جواز السفر بل بطاقة منفصلة عنه متاح منذ سنوات بالنسبة إلى الإيرانيين، كان هذا الادعاء كافياً لأن تقوم الدنيا من دون أن تقعد، فاشتعلت حرب دخل على خطّها مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم ووزارة الخارجية والمغتربين من جهة ومحللون لبنانيون وإيرانيون معارضون من جهة ثانية.
البداية كانت عند إبراهيم، فما إن انتشر الخبر حتى أوضح أنّ ” التدبير الذي اتّخذه “الأمن العام” هو طبيعي وعادي، ولا ينطوي على أيِّ غايات أو نيّات مضمرة” وأنّ “حركة دخول وخروج الإيرانيين عبر المطار مسجّلة وموثّقة في الكومبيوتر” وأنّ “الختم على الباسبور ليس إلزامياً بحدّ ذاته، لأن من حقّ المسافر أن يطلب وضعَ الختم على بطاقة منفصلة لاعتباراتٍ تتعلّق به، من نوع امتلاء صفحات جواز السفر العائد اليه أو رغبته في تسهيل دخوله الى دول أخرى قد ترفضه إذا وُجد ختمُ دولة معيّنة على باسبوره.
بدورها، أكّدت “الخارجية” أنّ “هذا الإجراء هو من صلاحيات الأمن العام اللبناني وهو من اتخذ قرار ختم بطاقة الدخول بدلا من الجواز”.
في السياق نفسه، رأى مصدر ديبلوماسي أن “الموضوع تمّ تسييسه بشكل مصطنع فيما هو اجراء اداري روتيني يعتمده أكثر من بلد وخلفيته بحت سياحية ومفيدة للبنان”، معتبراً أنّ المزاعم بأنّ هذا الإجراء يهدف الى تهريب إيرانيين من العقوبات الأميركية قال بمثابة “تحليل غير منطقي”.
وكشف المصدر أن “السفارة اللبنانية في طهران لاحظت انخفاضا ملموسا في عدد السياح الايرانيين الى لبنان وخصوصا أولئك الميسورين منهم إذ يتخوفون من وضع الختم اللبناني على جوازاتهم لأنهم يتعرضون بسببه لتحقيقات في سفارات اميركية واوروبية”، متابعاً بأنّ السفارة اللبنانية في طهران راسلت الدوائر المختصة في الأمن العام لشرح اهمية الموضوع ولطمأنة أعداد كبيرة من الإيرانيين ترغب بزيارة لبنان للسياحة فتمّت الموافقة على الإقتراح الإختياري لمن يرغب من الإيرانيين بذلك”.
كما كشف المصدر أن صدور هذا القرار دفع بعدد كبير من الإيرانيين الراغبين بزيارة لبنان للاتصال بوكالات السفر لقصده، علماً أنّ إحصاءات جرت مؤخراً قالت بأنّ مليونين ونصف إيراني يزورون تركيا سنويا بهدف السياحة، فيما يزور مئات الآلاف دبي، وفي حال استطاع لبنان اجتذاب 10 في المئة من هؤلاء ينتعش القطاع السياحي بشكل ملموس.
من ناحيتها، لفتت مصادر الأمن العام لـLBCI اليوم إلى أنّ الإجراء المتخذ بشأن جوازات سفر الايرانيين معتمد منذ عشرات السنوات، مستغربة إثارته اليوم عشية موسم صيفي ينتظره اللبنانيون بفارغ الصبر.
في المقابل، حذّر النائب في “القوات اللبنانية” وهبي قاطيشا من أنه لا يمكن فصل هذا الإجراء عن كل ما يحصل في المنطقة، وتحديدا في سوريا والضغوط التي تتعرض لها إيران. إذ قال قاطيشا: “إجراءات كهذه تخفي خلفها أهدافا غامضة وغير قانونية، وتدل على أن لبنان بات بلدا مستباحا، وهو ما نرفضه ولن نقبل به”، معتبراً أنّ “الهدف من هذا القرار هو إما نقل أموال وإما تسهيل انتقال أشخاص يخضعون لعقوبات وملاحقين دوليا، كإدخال عناصر في الحرس الثوري الإيراني إلى لبنان، ومنه إلى سوريا”.
يُشار إلى أنّ هذا الإجراء الذي يمكن للإيرانيين طلبه عند دخولهم إلى لبنان يأتي بعد “فضيحة” مرسوم التجنيس وبعد تعليق قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني المثير للجدل على نتائج الانتخابات اللبنانية، حيث اعتبر أنّ “حزب الله” الذي يشارك إلى جانب القوات الإيرانية في القتال في سوريا فاز بـ74 مقعداً.