في صيف العام 2016، وقعت جريمة قتل في محلّة الحازمية ذهبت ضحيّتها والدة قضت بطعنات ابنها. ما إن داهمت الأجهزة الأمنية المكان حتّى وجدت الإبن الخمسيني جالساً في الصالون وآثار الدماء بادية على ثيابه. لم يتردّد الرجل في الإعتراف بجريمته عازياً السبب الى “إيعاز من ربّ العالمين لقتلها ونزع الجنّ والشرّ من الناس”.
تلك الجريمة المروّعة التي هزّت الرأي العام في ذاك اليوم، كشفت فصولها وقائع قرار ظنيّ صدر بعد عامين على وقوعها وفيه:
صباح 5 حزيران 2016، أعلم مخفر بعبدا من قبل غرفة عمليات قيادة سريّة بعبدا، عن إقدام شخص على قتل والدته داخل شقّة في الحازميّة. توجّهت دوريّة من المخفر المذكور الى المكان حيث عثر على المغدورة جثّة هامدة داخل غرفة نومها نتيجة تعرّضها لعدّة طعنات بآلة حادّة بالوجه والرقبة والصدر واليدين والى وجود كدمات وكسور في فكّها.
إثر دخول عناصر الدرك المخفر، وجدوا ابن المغدورة “أ.ب” جالساً في الصالون وعلى ثيابه آثار دماء فتمّ توقيفه.
بالتحقيق معه اعترف الإبن بقتل والدته، مضيفاً أنّه منذ خروجه من دير الصليب قرّر قتل والدته كونها كانت تعذّبه. وأضاف أنه يوم الحادث ترك بلدته متوجّهاً الى منزلها الذي يملك نسخة عن مفتاحه ، دخل المطبخ، أخذ منه سكيناً ودخل على الفور الى غرفة نومها فوجد والدته نائمة وبدأ يطعنها عدّة طعنات، ولمّا انكسرت قبضة السكين أكمل ضربها بواسطة مزهريّة حتّى خارت قواها.
الطبيب الشرعي أكّد أنّ القاتل فاقد لقواه العقليّة والذهنيّة وأنّه لا يستطع ربط الأفكار وتذكّر الأحداث، بل تتراءى له أمور خارجة عن المنطق وهو مصاب بانفصام في الشخصيّة وحالته تزداد سوءاً.
وفي التحقيق الإستنطاقي، اعترف الإبن بقتل أمّه عازياً السبب الى “إشارات من ربّ العالمين لقتلها ونزع الجن والشرّ من الناس”.
قاضي التحقيق في جبل لبنان طلب في قراره الظني عقوبة الإعدام للقاتل بعدما ظنّ به بجرم قتل والدته عمداً وأحال الملف الى النيابة العامّة لإيداعه المرجع المختصّ.