منذ تعيينه وزيرًا، لم يجد وزير مكافحة الفساد نقولا تويني طريقه نحو العثور على ملف فساد واحد يطالب بالتحقيق به او يحوّله الى الجهات المعنية على الرغم من ان الملفات من هذا الصنف تنتشر من كل حدب وصوب وروائحها تكاد تزكم الأنوف.
فقدان القدرات التي يعاني منها تويني لا ينطبق على مستشاره المحامي وديع عقل الذي دأب خلال الفترة الماضية على اطلاق تغريدات يتحدث فيها عن ملفات فساد من دون ان يجد لها طريق صوب مكتب الوزير الذي من المفترض ان يأخذ باقتراحات مستشاره.
ليس هذا فقط، بل ان الوزير دائماً ما يجد سبيلاً لنقض اتهامات مستشاره. فعلى سبيل المثال لا الحصر نشر عقل قبل مدّة تغريدات اتهم خلالها اعضاء “اللجنة الوزارية للمونديال” التي امنت التغطية الحصرية للحدث الرياضي لصالح تلفزيون لبنان “الارضي” بتقاضي رشاوى، ما دفع الوزير تويني للرد معتبراً انه “لا يعبر عن رأي الوزارة او الوزير او وزراء التيار وفخامة رئيس الجمهورية كما وأن الوزير تويني لم يوكل لاحد بالتصريح باسمه”.
فإذا كان الوزير يداوم على سحب يده من تصريحات مستشاره، وإذا كان مستشاره يناوب على نشر اتهامات بالفساد يطال بها جهات، وإذا كانت اتهاماته تجد صعوبةً في المرور الى مكتب الوزير، نصبح إذاً امام احتمالين:
- إما المستشار يكل اتهامات يمنى ويسرى متخذاً من تويتر منصة له بعدما ضاقت عليه غرف الوزارة
- إما ان الوزير ليس في وارد بحث اي ملف أو انه لا يأخذ اتهامات مستشاره على محمل الجد ويضعها تحت خانة “الهرطقة واملاء الوقت”.
واللافت ان من كل الاتهامات التي كالها عقل، لم يقدم دليلاً واحداً يثبت اقواله.