حذّرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية من حلول روسيا، التي سجلت عودة مبهرة إلى الساحة في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، محل الولايات المتحدة الأميركية، معدّدة العوامل التي ساهمت في بروز دورها في عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الشكل التالي: الديبلوماسية الروسية وصفقات الأسلحة الروسية واتفاقات التعاون النووي مع البلدان العربية وضعف السياسة الإقليمية في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما وفوضى سياسة خلفه دونالد ترامب.
وأوضحت الصحيفة أنّ روسيا نجحت في تغيير مسار الحرب السورية بأقل الخسائر الممكنة، إذ دعمت الرئيس السوري بشار الأسد بسربين من الطائرات المقاتلة فيما سمحت لإيران والمقاتلين الذين تدعمهم بتحمّل النزيف على الأرض، مكذّبةً بذلك تنبؤ أوباما القائل بأنّ سوريا ستكون فيتنام روسيا.
ورأت الصحيفة أنّ تفرّد روسيا ببناء علاقات مع كافة الأطراف المعنية بالنزاع السوري حوّلها إلى اللاعب الأساسي هناك وربما الوحيد القادر على التوصل إلى حل ديبلوماسي للأزمة ومنع اندلاع نزاع مباشر بين إيران وإسرائيل. كما بيّنت الصحيفة أنّ روسيا ضمنت وجودها في سوريا بفضل قاعدة حميميم الجوية وقاعدة اللاذقية البحرية، لافتةً إلى أنّ أنظمة “أس”300 و”أس”400 الدفاعية التي نشرتها روسيا في سوريا والتي تشغلها عناصر روسية دون سواها تمتعها بالقدرة لبسط نفوذها في الشرق الأوسط.
وفي مصر، شرحت الصحيفة أنّ روسيا جددت العلاقات العسكرية مع القاهرة، فباعتها نحو 50 طائرة مقاتلة من طراز “ميغ 29” وعدداً مماثلاً من المروحيات الهجومية، وصواريخ “أس”300، ناهيك عن أنّ البلدين يقيمان تدريبات عسكرية مشتركة ويتعاونان في ليبيا (حيث تبدي روسيا اهتماماً بالقواعد البحرية) واتفقا على توفير روسيا 4 مفاعلات نووية لمصر.
وتابعت الصحيفة بأنّ روسيا وقعت عقداً لبيع منظومة “أس400” وصواريخ مضادة للدبابات واتفاق تعاون نووي مع السعودية، مشيرةً إلى أنّ الطرفين يستثمران في مشاريع طاقة مشتركة وينسقان الخطوات بهدف السيطرة على أسعار النفط.
وأضافت الصحيفة بأنّ كلاً من المغرب والبحرين وقطر تبدي اهتماماً بمنظومة “أس400″، متحدثةً عن إبرام روسيا صفقة أسلحة ضخمة مع الإمارات واتفاقية تعاون نووي مع تونس.
في ما يتعلّق بلبنان، رأت الصحيفة أنّه بات في مركز الاهتمامات الروسية، موضحةً أنّ موسكو عرضت صفقة أسلحة ضخمة على بيروت وأعربت عن اهتمامها بالقواعد الجوية والبحرية اللبنانية وشاركت في مناقصات التنقيب عن النفط والغاز.
وفي ما يتعلّق بإيران، لفتت الصحيفة إلى أنّهما تجريان محادثات بشأن بيع طائرات مقاتلة ودبابات ومدفعيات، مذكرةً بتزويد موسكو طهران بمنظومة “أس”300، ومحذّرةً من أنّ التعاون الاستراتيجي والاقتصادي زاد بينهما بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
وبالتوازي مع تعاون روسيا مع البلدان العربية وإيران، توّقفت الصحيفة عند العلاقات الروسية-الإسرائيلية، مبينةً أنّ موسكو بنت علاقة وطيدة مع تل أبيب ونجحت في جعلها معتمدة عليها بشكل متزايد في سوريا.
وبناء عليه، خلصت الصحيفة إلى أنّ الدور الروسي في الشرق الأوسط بات يضطلع بأهمية متزايدة.