لم تبلغ الطفلة سنّ الثانية عشرة، حين سال لعاب والدها، الذي لا تليق به صفة الأبوّة. بين ليلة وضحاها حوّل طفلته البريئة الى امرأة يفجّر فيها كبته الجنسيّ متى أراد. المكان القذر الذي يختلي به الوالد بابنته – مستعملاً سلطته الأبويّة – كان دكّانه، أمّا الموعد فكان يختاره عند كلّ صلاة جمعة. يقفل باب المحل بإحكام ويحتجز طفلته في الداخل بحجة ذهابه لأداء فريضة الصلاة، فيما ينقضّ عليها ويعاشرها معاشرة الأزواج مهدّداً إيّاها إن فضحت أمره.
“آ.ع” هي واحدة من الفتيات اللواتي تخلّى والدهنّ عن دوره السامي تاركاً شهوته الجنسية تسيل الى غير محلّها.. لقد حملت الفتاة من والدها ولمّا حاولت كشف أمره، إتّهمها بإقامة علاقة جنسيّة مع أحد الشبّان أفضت الى حملها منه.
فصول قضية “آ.ع” أوردها قرار ظني أصدره قاضي التحقيق في جبل لبنان زياد الدغيدي، جاء فيه:
إستسلم لغرائزه وتنكّر لكلّ قيمة إنسانيّة وأخلاقية وتحرّر من كلّ رادع. إستغلّ سلطته الأبوية لينقض على طفلته منذ بلوغها سن المراهقة وقبل أن تكمل الثانية عشرة. تناسى إنتماءه الديني وتظاهر بإيمانه المفرط لتغطية إحتجازها في المحلّ وإقفال الباب، ومن ثمّ الخروج من النافذة ومعاودة الدخول الى محلّه من الباب الرئيسي ليبدو وكأنّه آتياً من الصلاة في كلّ يوم جمعة، لتتحوّل أوقات الصلاة والعبادة التي تظاهر بممارستها الى غطاء لارتكاب أشدّ المعصيات واشنع ما يمكن تخيّله من جرائم يأتيها أب بحق من أوكل إليه أخلاقاً وشرعاً وقانوناً أن يحميها ويُعينها ويُحسن تربيتها.
إنّه الوالد “أحمد.ع” ( فلسطيني 1966) والد الطفلة “آ.ع” الذي دأب على التحرّش بها ومجامعتها عنوة باستعمال سلطته الأبويّة والضغط عليها، ووصل به الأمر الى فضّ بكارتها حتّى حملت منه سفاحاً. إمعاناً في إجرامه وأذيّة إبنته وفي محاولة دنيئة منه للتنكر لفعلته والتملّص مما فعل، إتّهمها بشرفها وبأنّها عاشرت أحد الشبان وحملت منه، الأمر الذي إستوجب إخضاعها وجنينها الذي أجهضته لفحص الحمض النووي، وبنيتجه تبيّن بأن المدعوة “آ.ع” وجنينها من أب واحد هو والدها “أحمد.ع”. ولدى مواجهته بنتيجة الفحوصات عاد واعترف أمام قاضي التحقيق بإقدامه على مجامعتها وفضّ بكارتها.
القاضي الدغيدي طلب في خلاصة قراره الظني عقوبة الأشغال الشاقة حتى 10 سنوات للوالد وإيجاب محاكمته أمام محكمة الجنايات.