ملهى ليلي في جل الديب يقدم مياه بدل الفودكا بـ 800 ألف ليرة !

تعايش اللبناني مع وضع بلده حتى امتلك مناعة ضد المصائب التي تضرب بلده يوما تلو الآخر على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية. ولم يمنعه حبّه للسهر من اعطاء نفسه فرصة لأمل جديد وسط كل المصاعب. لكن يبدو أنّ حتى هذا النوع من الترفيه دخل البزار، إذ وصل الأمر بأحد أماكن السهر في جل الديب أن قدّم لزبائنه زجاجة مياه بـقيمة 800 ألف ليرة لبنانية بدلاً من الفودكا، وهو آخر ما قد يتوقعه المرء!

في تفاصيل الحادثة، وفق ما روى مجموعة من الأصدقاء ما حصل معهم لـ”ليبانون ديبايت”، انهم ليل السبت الماضي قصدوا الملهى الليلي “B by Elefteriades” في منطقة جل الديب، وطلبوا زجاجة ليتر ونصف الليتر من مشروب الفودكا نوع Belvedere. الزبائن كانوا على علم بسعر الزجاجة الضخمة الذي يبلغ 800 ألف ل.ل.، لكنهم لم يتوقعوا أن تحتوي على مياه بدل الكحول.

وتابع الأصدقاء روايتهم، “نزلت القنينة وصبّينا كاس، وشربنا ما حسينا في طعمة كحول. زدنا الفودكا بالكباية، صار المشروب أخف، وكلنا حسّينا عم نشرب ماي”. عندها لجأ الشباب الى مساءلة مدير الملهى عن محتوى الزجاجة، وبعد التحقق من الامر اتّضح ان الزجاجة فعلاً تحتوي على مياه بدل الفودكا، وتم تبديلها فورا بأخرى والاعتذار من الزبائن المعترضين.

لم ينكر مدير الملهى الليلي لـ”ليبانون ديبايت” تفاصيل هذه الحادثة، لكنّه بررها لافتا الى ان الزجاجة التي قدّمت الى هذه المجموعة مخصصّة للعرض وتحتوي على المياه بدلا من الفودكا لأنها Display. الّا ان ما حصل هو خطأ من الموظف الذي قام على عجلته بتقديم زجاجة العرض بدلا من الأصلية ولم يتنبه لذلك الّا بعد شكوى الزبائن.

وعن سبب وضع زجاجة فودكا مختومة تحتوي على مياه، أوضح المدير ان المشروب يتعرض للشمس طوال النهار على البار، لذا تطلب ادارة الملهى الليلي من الشركة تسليمها زجاجة للعرض تحتوي على مياه حتى لا تتأثر بالحرارة. وأضاف “قلّما تطلب زجاجة فودكا بهذا الحجم، لذا سرعة النادل أوقعته في خطأ تقديم زجاجة المياه على الطاولة، وحصل ما حصل”.

اعتذر المدير من الزبائن وقدم لهم حلوى على حساب الملهى، واعتبر ان الحديث في هذا الموضوع حتى اليوم لا يعني سوى ان الزبائن أرادوا ان تلغى فاتورتهم لأنها تخطت المليونين. الأمر الذي نكره الزبائن بشدة، مكتفيين بالتساؤل عن سبب وجود مياه في زجاجة الفودكا، غير مقتنعين بأن شروط التعرض للشمس تتطلّب هذا الأمر.

من جهتها، الشركة المهتمة بتوزيع هذا النوع من الفودكا على المطاعم لفتت من خلال أحد موظفيها لـ”ليبانون ديبايت” إلى أن “زجاجات display لا تعطى الّا للزبائن الـsponsor، ويمنع على الملهى الليلي التصرف بزجاجات العرض لأنها ليست للبيع. ولا يمكنه حتما تعبئتها بالمياه بدلا من الفودكا وتقديمها للزبائن بما في ذلك من محاولة غش وتشويه سمعة الشركة التي نتعامل معها وضرب مصداقية الموزعين”.

وعن تناقض حديث موظف شركة توزيع المشروب مع كلام مدير الملهى الليلي، أكد الأول ان حجة تعرّض الزجاجة للشمس غير مقنعة لأن زجاجة العرض لا يمكن ان تقدم للزبائن. وفي حال فقدت شيئا من جودتها لا يمكن ان تتحوّل الى مياه بسحر ساحر. واثارت الحادثة شكوك الموظف الذي طالب على الفور التواصل مع المعنيين في الشركة لإبلاغهم عن الحادثة.

أما المسؤول في شركة Diago الموزعة لهذا المشروب طارق مقدسي استنكر جميع الاتهامات. وأشار في حديث لـ”ليبانون ديبايت” إلى أن اتهام الملهى الليلي “B by Elefteriades” باطل، موضحاً انها المرة الأولى التي ترده شكوى عن هذا المكان، مرجحا ان يكون الخطأ الوحيد الحاصل هو اللغط من قبل أحد الموظفين، متوافقاً في حديثه مع مدير الملهى الليلي.

وشرح ان “المشروب الأكثر تعرّضا لانتكاس جودته إذا تعرّض للشمس هو الفودكا. لذا تلجأ الشركة الى ارسال زجاجات خاصة للمطاعم لعرضها بدلا من عرض زجاجات باهظة الثمن، ولا يمكن ان تكون الحادثة مقصودة بهدف التلاعب، بل من المؤكد عن طريق الخطأ، لأن المكان الذي نتكلم عنه هو من أهم العملاء مع الشركة وأفضلهم وثقتنا بهم عمياء وغير قابلة للطعن”. ووعد بأن يتم التحري عن تفاصيل الحادثة من المعنيين وتصحيح الخطأ في حال حصوله.

هذا التباين دفع “ليبانون ديبايت لمتابعة القضية، إذ أشارت مصادر حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد الى انهم في المرصاد لأي حادث من هذا النوع، وإذا كان الملهى الليلي يفتح ليلا نهارا فهم يتكفلون بالإجراءات اللازمة. بينما إذا كان مخصصاً للسهر فقط تصبح المهمة بيد وزارة السياحة التي تقوم عناصر شرطتها بدوريات ليلية لمحاسبة المخالفين في هذا المجال.

لم تكتف الشرطة السياحية بالاستماع الى شكوى المواطن، بل سارعت إلى تسجيل كافة التفاصيل والأسماء لمتابعة تفاصيل الموضوع. لكن مصادر الشرطة لفتت الى انه كان يجب على الزبائن الاتصال فورا بحماية المستهلك للتحرّك، لأن ذلك من صلاحيتها كون الشكوى لا تتضمن الاعتراض على الأسعار ولا سوء المعاملة بل الاعتراض على جودة البضائع والتلاعب بها ومهمة وزارة الاقتصاد المتابعة.

واستغرب مصدر في الشرطة حادثة “زجاجة بـ800 ألف”، مشيرا الى انه حتى ولو كانت مجرد زجاجة عرض من غير المسموح ان يكون بداخلها مياه ومختومة لأن ذلك يعتبر محاولة غش وتزوير غير مبرر.

كريستل خليل

اخترنا لك