أصدر “ائتلاف إدارة النفايات” بياناً أكّد فيه رفضه لإقامة المحارق، معتبراً أنّها جريمة بحق الصناعات التدويرية واليد العاملة وسترفع نسبة الأمراض”. وجاء في البيان: “لا للمحارق المسرطنة” شعار ردده أعضاء ائتلاف ادارة النفايات في مؤتمر صحافي عقد اليوم في الكرنتينا. تحرك الائتلاف هذا يأتي بعد اعلان بلدية بيروت عن رغبتها بإعتماد محرقة لمدينة بيروت وانّها ستعلن رسمياً عن دفتر الشروط خلال أسابيع قليلة.
وقد ألقت الاخصائية في الادارة البيئية سمر خليل كلمة بإسم ائتلاف ادارة النفايات قائلة: “يستغرب ائتلاف إدارة النفايات انتظار ومماطلة بلدية بيروت لمدة سنتين من دون البدء بحملة التوعية والفرز من المصدر وذلك لتضييع الوقت وتقديم الأعذار من أجل اعتماد المحارق ووضع المواطن أمام خيارين إما الحرق وإما النفايات في الشارع أو البحر”.
وأضاف: يرى الائتلاف أن كل ما يحكى عن خطط فرز من المصدر هي تضليل للرأي العام، إذ إن المحرقة المنوي إنشاؤها تستوعب بين 750 و1280 طن في اليوم، وهي أكثر من الكمية التي تنتجها مدينة بيروت يومياً (600 طن فقط) . وأكملت: من الواضح أن الخطة هي حرق مجمل النفايات المنتجة يومياً وخاصة الورق والكرتون والبلاستيك إذ إن الجزء العضوي (غير القابل للاحتراق) في بيروت يشكل أكثر من 60% بالوزن وعليه يجب حرق المواد البلاستيكية والورقية لأجل الحصول على طاقة حرارية لتوليد الطاقة.
وعلقت قائلة: انهم بقرارهم هذا يكبدون الاقتصاد خسارة مواد بقيمة 52 مليون دولار سنوياً، إنها جريمة ترتكب بحق الصناعات التدويرية اللبنانية وبحق اليد العاملة! وأشارت خليل إلى أنّ نسبة الإصابة بالسرطان في لبنان حالياً هي الأعلى بين البلدان العربية وستساهم المحرقة بطريقة مباشرة بارتفاع نسب الأمراض السرطانية والرئوية والتشوهات الخلقية والتأخر العقلي وغيرها..مما سيؤدي إلى تضخم الفاتورة الصحية عند المواطنين أجمع”. وختمت خليل بجملة أسئلة موجهة الى بلدية بيروت، جاء فيها:
-أين دراسة تقييم الأثر البيئي الاستراتيجي ودراسات الجدوى التي قامت بها البلدية على مدى مدة المشروع التي تمتد ل 25 عاماً؟ فلتتفضل بتزويد المواطنين بهذه الدراسات إذا وجدت. وإذا كانت هذه الدراسات غير موجودة فهذا مخالف للقانون رقم 8312/2012 (مرسوم تقييم الأثر البيئي الاستراتيجي) وهذا يعتبر بمثابة إخبار للقضاء.
-لماذا لم يتم الإعلان عن الموقع حتى الآن؟ وأخذ رأي الأهالي والسكان المحليين بالموضوع؟
كيف سيتم التخلص من الرماد السام بغياب المطامر الصحية المخصصة للنفايات السامة والخطرة؟ مع العلم أنه من المرجح عدم القدرة على ترحيل هذا النوع من النفايات.
-كيف ستتم المراقبة الدورية للانبعاثات الناتجة عن المحرقة بغياب المختبرات المجهزة للقيام بهذه الفحوصات؟…وذكّر ائتلاف ادارة النفايات أعضاء مجلس بلدية بيروت بالإنذار الذي تقدم به منذ حوالي السنة لنهيهم عن اعتماد المحارق لمعالجة نفايات بيروت. وشدّد الائتلاف على ضرورة اعتماد الهرمية العالمية لإدارة النفايات وطالب بلدية بيروت خصوصاً والدولة المركزية عموماً بضرورة الالتزام ببنود خطة الادارة المستدامة للنفايات التي تبدأ برفع التوعية لدى المواطن وتقديم الحوافز الاقتصادية والتقنية للتخفيف من النفايات وتقديم برامج التدريبية للبلديات”.