جبران باسيل … رئيساً ؟

حسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس خياره الرئاسي المقبل عبر صحيفة “الأخبار”، من خلال إعلانه ترشيح صهره وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل لرئاسة الجمهورية، لكن أمام هذا الحسم مجموعة عقبات قد تصحّ فيها هذه المقارنة:

1 ـ الرئيس ميشال عون يمتلك حيثية شعبية أهّلته لرئاسة الجمهورية، بالرغم من مسيرته التي لا يتّفق عليها كثيرون.

2 ـ الوزير جبران باسيل لا يمتلك حيثية شعبية، بالرغم من توريثه رئاسة التيار الوطني الحر، ولا يمكنه صناعة رأي عام، أو التأثير عليه بشكل من الأشكال.

3 ـ الرئيس ميشال عون، وبالرغم من حيثيته الشعبية، لجأ إلى تنازل مبدئي تاريخي عبر “تفاهم مار مخايل” مع حزب الله، وإلى تنازل شكلاً ومحتوى عبر تفاهمه مع القوات اللبنانية في ما عُرف بـ “اتفاق معراب”، علماً أن زيارة حارة حريك لم تتم للإعلان عن “تفاهم مار مخايل”، بل تمّ اللقاء في كنيسة مار مخايل في الشياح. بينما “تفاهم معراب” وُقّع في عرين الدكتور سمير جعجع في معراب، حيث أصرّ “التيار الوطني الحر” على إبقائه سرّياً، وذلك بعد مصالحة تاريخية أُعلن عنها في “ورقة النيّات” قبل أشهر من الرابية.

إذاً، بالرغم من حيثية عون، لم يتمكّن من تجاوز الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أو رئيس “القوات” الدكتور سمير جعجع، للوصول إلى بعبدا، بل زارهما وعقد معهما اتفاقات، بغض النظر عن مضامينها المتناقضة، ثم زار الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري ورئيس الحزب الإشتراكي وليد جنبلاط للغاية نفسها.

4 ـ الوزير جبران باسيل، وبالرغم من أن لا حيثية له، يقاطع الدكتور جعجع، ويتملّص من توقيعه على “اتفاق معراب”، ويصف رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ “البلطجي”، ويهاجم ومحازبيه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، و”يلطش” على حزب الله قدر إمكاناته، وما ملكت يداه، ناهيك إلى صراعه الأخير مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ومحاولة دفعه إلى الإنصياع إلى رغباته، وإلا لا حكومة، ما حمل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى الخروج عن صمته، منبّهاً من تجاوز صلاحيات رئيس الحكومة المكلّف ومحاولة الإستئثار بها.

لهذه الإعتبارات ولسواها، إن البيت الداخلي يرزح تحت ثقل الخلافات والمآخذ والسخونة. إلا أن ما بدأ يطفو على السطح، هو خلاف داخل العائلة رأس حربته ابنتا رئيس الجمهورية ميراي وكلودين عون والنائب شامل روكز في وجه باسيل.

فهل تكفي رغبة عون أمام كل هذه المعطيات لـ “توريث” باسيل رئاسة الجمهورية، علماً أن أوجه الشبه غير موجودة، بل مفقودة، بين رئاسة الجمهورية ورئاسة التيار الوطني الحر.

فادي عيد

اخترنا لك