لا شكّ أن السؤال الأساسي الذي يطرحه كثر مع مقاربة الحرب السورية على الانتهاء من وجهة نظرهم، هو ما إذا كان النظام في سوريا يسعى لإعادة نفوذه إلى لبنان بشكل مباشر، أي أن تتدخل دمشق بأمور السياسة الداخلية مباشرة.
خلال مرحلة الحرب في سوريا، كانت قيادات النظام هناك تبلغ كل مراجعيها أن الأمر في لبنان متروك لـ”حزب الله” بشكل كامل، وأن دمشق لا تتدخل وبالكاد تتابع الشأن اللبناني.
مؤخراً وقبل الإنتخابات النيابية بدا واضحاً أن هناك رغبة سورية بالعودة إلى الساحة اللبنانية، وإن كانت هذه العودة لا ترتقي إلى ما كانت عليه قبل الأزمة أو قبل الإنسحاب السوري، لكن الأكيد أن دمشق حاولت أن تحفظ مكاناً ما في اللعبة السياسية اللبنانية، تمثلت بالإصرار على ترشيح عدد قليل من النواب على لوائح حلفائها الكبار في لبنان وهذا ما حصل.
يُقال في الصالونات السياسية، أن العودة السورية عبر عدد من النواب لا يتجاوز عددهم أصابع اليدّ الواحدة ليس منطقياً، لكن مصادر مطلعة على موقف دمشق تؤكد أن السلطة السياسية السورية لا ترغب بالعودة التقليدية إلى النفوذ القديم في لبنان، خصوصاً في ظل وجود “حزب الله” الشريك في النصر داخل سوريا، لكنها تسعى لأن تعيد بعض المحسوبين عليها ليكونوا صوتها ويعكسون موقفها في لبنان.
الدخول السوري إلى الساحة اللبنانية يظهر مجدداً من خلال فرض عدّة مطالب قبل فتح معبر نصيب الحدودي، وتسهيل عودة النازحين، الأمر الذي وصل إلى المعنيين اللبنانيين.
كذلك سادت في الأسابيع الأخيرة مطالب بتأليف حكومة من لون واحد، رغم صعوبة تحقيق الأمر، الأمر الذي أعاده كُثر إلى رغبة سوريا بإيصال رسائل متعددة الإتجاهات عبر بعض النواب المحسوبين عليها.