وكأنه لا ينقص سكان بلدات الجديدة والبوشرية والزلقا وبرج حمود وتجّارها ما يلحق بهم جرّاء الأوضاع الاقتصادية الصعبة واضطرار عشرات المحلات والمؤسسات التجارية إلى الإقفال في مشهد كفيل لوحده باختصار وضع هذا البلد “الواقف على شوار”، إلا روائح إضافية تهرّب الزوّار، بل على وشك أن تدحرهم من منازلهم كأنهم أعداء!
إنها رائحة الزبالة مجدداً. بل قل رائحة الفساد والإهمال والحلول العشوائية وغير المدروسة. هي رائحة، على الأرجح آتية من مكب برج حمود قرب مجمع “سيتي مول”، وقد انتشرت في الأرجاء المحيطة وصولاً إلى الفنار. لكن يبدو، كالعادة، أنها لم تصل بعد إلى أنوف المسؤولين، ولن تفعل.
بوجع وغضب، يناشد الأهالي علّ الصوت يصل. يخبرون أن الرائحة النتنة لا تُحتمل. “نعيش في جهنم”. يقول أحد أصحاب المحلات في “نيو جديدة” أن “زبونة هربت هريبة ولم تُكمل التبضع”.
أما السكان، فليس أمامهم سوى إقفال كلّ النوافذ والأبواب في محاولة لصدّ اجتياح الروائح، لكن ما عساهم يفعلون في ظلّ ارتفاع الحرارة والتقنين والـ 5 أمبير التي لا تُشغّل مكيفاً؟!
للأسف، لن يكون هناك من يُطمئن أو يقول لهؤلاء “تنفسوا الصعداء…والأوكسيجين”! جبال الزبالة أقوى. إنها قائمة، وستظلّ، وستدوم وتدوم وتدوم!