بعد الحملة التي تعرض لها الرئيس نجيب ميقاتي الاستفادة من قروض الإسكان، لفتت حملة مشابهة تستهدف النائبة بولا يعقوبيان على خلفية اقتراضها قرضاً سكنياً من “Bankmed” بفائدة 5.14% مقسط على 15 سنة، مع انتشار هاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي #بوليت_فاسدة، بالتزامن مع تمسكها بمتابعة ملف النفايات والمحارق.
وكما في الأولى كذلك في الثانية، يغيب عن بال مروجي الشائعات، كما مطلقيها، أن الفاسد الحقيقي، لا يقسّط منزلاً، ولا يردّ دَيناً، ولا يقدم طلباً قانونياً تحت ضوء الشمس، بل يستولي على ما يشاء بالنهب والافتراء والاحتيال والسرقة الموصوفة.
والفاسد لا يعير بالاً للشأن أو المجال العام، فهو من يلتهم الأملاك البحرية، وينهش الجبال، ويحتكر الشوارع والساحات، وينتهب المال العام، يلوث البيئة والصحة والبر والبحر والسماء.
الأمور اختلطت في لبنان إلى حدّ انقلاب الصورة، وليس ثمة من يسأل أو يحقق أو يتابع، يكفي أن تفبرك غرف سوداء كذبة بحق أحد الاشخاص أو الناشطين لتشتعل وسائل التواصل بالتجريح والتجني والافتراء، وكل ذلك يستدعي وقفة ضمير والتمييز بين الحق والباطل، وبين الارتكاب والافتراء وبين الالتزام بالقوانين.