عمر ولاية المجلس البلدي 6 سنوات, ويختلف عدد أعضائه حسب عدد السكان المسجلين في النطاق البلدي. ينتخب المجلس من بين اعضائه رئيسا ونائبا للرئيس بطريقة الاقتراع السري وبالاكثرية المطلقة لمدة ولاية المجلس البلدي. ولهذا الأخير الحق, بعد 3 أعوام من انتخاب الرئيس ونائبه وفي اول جلسة يعقدها, ان ينزع الثقة منهما او من احدهما بالأكثرية المطلقة من مجموع اعضائه.
انطلاقا من هنا, قامت بعض البلديات بعقد اتفاق في ما بينها يقضي باعتماد مبدأ المداورة لمنصبي الرئيس ونائب الرئيس, الامر الذي يعكس التوافق ويشكل ارتياحا عند اهالي المنطقة بما ينسجم مع النموذج الراقي للعيش المشترك. او بناء على تفاهمات واتفاقات جرت على أثر الانتخابات البلدية الاخيرة بين القوى السياسية والعائلات على تقاسم الرئاسة مداورة للتخفيف من حدة الاحتقان والتشنج السياسي والتعصب العائلي الذي كان له بصمات واضحة وجلية في ايصال رؤساء البلديات في المناطق.
قبل بضعة أشهر من حلول موعد جلسة نزع الثقة, بدأت التجاذبات بين اعضاء المجلس البلدي في بعض البلديات التي تعتمد على مبدأ المداورة, منها سياسية ومنها عائلية ومنها محاولات ذو نوايا مخفية لنكس اتفاق المداورة والابقاء على الرئيس او نائب الرئيس نفسه طيلة ولاية الستة اعوام. وبدأت اللوائح المتنافسة تظهر الى العلن والمبارزات الحادة بين اعضاء المجلس الواحد, خصوصا في المتنين الشمالي والجنوبي وجبيل وكسروان وفي بعض البلدات والقرى في اقضية الشوف وعاليه وبعبدا.
تخيّم على عدد من البلديات حال من التخبط والانقسام المتعدد الأوجه الذي ورغم محاولة اخفائه عن اهالي البلدة يخرج الى العلن. في احدى بلديات قضاء جبيل الواسعة النطاق, جرت الانتخابات البلدية على أساس المداورة بين الرئيس الحالي وبين عضو في البلدية مرشحا لخلف الأول, وهما رغم ترشحهما ضمن لائحة واحدة, لا تناغم فيما بينهما. ولفتت مصادر مطلعة على اجواء اجتماعات المجلس البلدي لـ”ليبانون ديبايت” الى ان هناك محاولات دائمة من الرئيس الحالي لاطفاء وهج الرئيس التالي والمس بشعبيته بين ابناء البلدة وابعاد المقربين منه عن مراكز المسؤولية لانتزاع حظوظه الرئاسية.
المصادر نفسها اشارت الى ان حملات مركزة يجري التحضير لها بمشاركة بعض المغرضين, وبالاتفاق على نقل صورة معاكسة للواقع بهدف تشويه صورة الرئيس المتفق على انتخابه لولاية رئاسة المجلس في السنوات الثلاث المقبلة وبهذا يكون الرئيس الحالي استحوذ على ثقة اهالي المنطقة وأطاح بالاتفاق القائم بالمداورة على منصبه. لكن رهان الرئيس الحالي على كون عائلته من الأكبر في المنطقة لن ينجح وسط تهديد من اهالي المنطقة ان لم يصل مرشحهم الى الرئاسة سوف “تقوم القيامة”. وعندها سيكتشف الرئيس الحالي انه غير قادر على تحقيق اهدافه بخلق مناخ اعلامي – سياسي يؤثر على الأهالي.
في الوقت الذي تلتزم بعض البلديات بهذا المبدأ من دون اي مشاكل, وبعضها حدد مدة ولاية المداورة للرئيس او نائبه لسنتين اذ على الرئيس او نائبه التقدم باستقالته من منصبه ليتم انتخاب خلفا له. ويتم ذلك بحضور قائمقام المنطقة وبموافقة اعضاء المجلس البلدي مثل ما حصل في بلدية جبيل حيث عقد اجتماع في مكتب القائمقام لانتخاب نائب رئيس جديد لبلدية جبيل-بيبلوس بعد نحو السنتين من الاتفاق بينهما على مبدأ المداورة وبمباركة معظم أعضاء المجلس البلدي. كذلك في بلدية داريا اذ قدم رئيس البلدية ونائبه استقالتهما من منصبيهما واحتفظا بعضوية المجلس البلدي بناء على توافق العائلات في داريا بمداورة رئاسة البلدية ونيابتها.
تجنبت بلدية شحيم الوقوع في هذه الدوامة, ولجأت الى توقيع ميثاق شرف لمداورة رئاسة البلدية بين اعضاء اللائحتين الفائزين في الانتخابات بحضور مخاتير شحيم وقوى وفعاليات البلدة وممثلين عن المجتمع المدني. ونص الميثاق على ان يتولى السفير زيدان الصغير رئاسة البلدية في المرحلة الاولى، ويكون نائبه احمد فواز، ومن ثم يتولى فواز الرئاسة في المرحلة الثانية، حيث تم التوصل الى هذا الاتفاق بعد تكثيف الاتصالات والمساعي المفاوضات بين الاعضاء الفائزين والقوى والفعاليات في البلدة والمجتمع المدني، لانتاج مجلس بلدي في شحيم وفاقي ليتمكن من النهوض بشحيم في ظل الكم الهائل من التحديات والحاجات والمشاريع التي بحاجة اليها شحيم.
كريستل خليل