شرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية تقريراً عن رجل الأعمال السوري سامر فوز سلّطت فيه الضوء على الثروة التي بناها خلال سنوات الحرب في بلاده، وعلى الأهمية التي بات يضطلع بها بالنسبة إلى النظام السوري مع اقتراب انطلاق عملية إعادة الإعمار.
وأوضحت الصحيفة أنّ فوز، الذي نفى أن يكون قد شُمل بمرسوم التجنيس، تفادى العقوبات وأصبح الممر الأهم بالنسبة إلى النظام السوري لإبرام الصفقات التجارية، مشيرةً إلى أنّه يرغب حالياً في بناء أفران لمصنع الحديد الخاص به في حمص ليشكّل الركن الأساسي لإعادة الإعمار، ويسعى إلى جذب المستثمرين الأجانب الذين يبتعدون عن سوريا في ظل استمرار حكم الرئيس بشار الأسد.
وفي مقابلة مع فوز في بيروت، نقلت الصحيفة عنه تشديده على هدفه في جذب اللاجئين للعودة إلى بلادهم عبر خلق فرص العمل، مبينةً أنّه يُعتبر أحد أغنى الرجال في البلاد بفضل عمله في صناعة الحديد والمستحضرات الدوائية وتكرير السكر وقطاع الفنادق والعقارات وتعدين الذهب…
وشرحت الصحيفة أنّ فوز بنى إمبرطوريته بعد عودته من الدراسة في الخارج، مستدركةً بأنّ النزاع أفسح له المجال للعمل مع الأطراف المختلفة في وقت فضّل فيه رجال أعمال سوريون مغادرة البلاد، إذ نقلت عنه قوله: “عملت لمدة 4 سنوات من دون أي منافسة على الإطلاق”.
وفيما ذكّرت الصحيفة بالعقوبات التي فرضتها الحكومات الغربية على رجال الأعمال السوريين الذين لازموا البلاد وبمنعها شركاتها ومواطنيها من التعامل معهم بعد اندلاع النزاع، كشفت أنّ بعض السفارات الأوروبية في بيروت دعت إلى شمل فوز بالعقوبات لقربه من النظام.
توازياً، تطرّقت الصحيفة إلى إقامة فوز في تركيا، التي منحته جنسيتها بسبب استثمارته فيها، موضحةً أنّ السلطات التركية أوقفته بعد الاشتباه بإعطائه الأوامر بقتل رجل الأعمال المصري-الأوكراني رمزي متى وتلاعبه بالأدلة في أواخر العام 2013.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول تركي كشفه أنّ إطلاق سراح فوز تم بعد دفعه كفالة بقيمة 500 ألف دولار، وتأكيده أنّه ما زال يواجه تهماً متعلقة بالاشتباه بإعطاء الأوامر لتنفيذ الجريمة ويحضر جلسات المحاكمة دورياً.
في المقابل، نقلت الصحيفة عن فوز قوله إنّه انتقل إلى العيش في دبي مع عائلته ويزور تركيا لأسباب تتعلّق بعمله.
وفي ما يتعلّق بصفقات فوز، الذي بات المساهم الأكبر في فندق الفورسيزنز في دمشق بعد صفقة مع الوليد بن طلال، بيّنت الصحيفة أنّه حصل السنة الفائتة على حقوق بناء 3 أبراج و5 وحدات عقارية صغيرة على أرض يقول ديبلوماسيون غربيون إنّ النظام صادرها من أشخاص كانوا معارضين له منذ اندلاع الثورة السوررية.
ختاماً، تحدّثت الصحيفة عن الصفقة المقدرة قيمتها بـ250 مليون دولار التي أبرمها فوز للمرة الأولى مع شركة مرتبطة بأوروبا مؤخراً، ناقلةً عن المحلل جهاد يازجي قوله: “إذا بدأت الحكومات والشركات الغربية في التعامل مع فوز، ستكون بذلك اتخذت خطوات متقدمة في اتجاه التطبيع مع النظام”.