إرتدى ثوب الإحرام وتوجه لأداء فريضة الحجّ، فرحته لم تكن تسعه، فهو كتُبت له زيارة الأماكن المقدّسة والوقوف بين يدي الرحمن. ودّع الجميع برسالة عبر “الواتساب” طالباً منهم مسامحته إن أخطأ بحق أحد منهم، ليصل خبر وفاته صباح اليوم بذبحة قلبية أثناء طوافه حول الكعبة المشرّفة… هو جمال اسماعيل العينين الذي كُتب له أن يدفن في أطهر بقاع الارض.
عارض صحي
عند الساعة السادسة من صباح اليوم وصل خبر وفاة جمال (52 سنة) الى اهله في لبنان.
وبحسب ما شرح ابن شقيقته محمود طويل لـ”النهار” فإن “عند الساعة التاسعة من مساء السبت الماضي انطلق جمال وزوجته وابن خاله ضمن حملة للحج من مطار رفيق الحريري الى المملكة العربية السعودية، منذ وصوله الى هناك وهو يتواصل معنا ويخبرنا عن مدى سعادته وراحته وانه يدعو لنا بالخير.
وقبل ان ينطلق للطواف حول الكعبة في الامس اتصل بنا. كان منتصف الليل، طاف ست مرات حول الكعبة، وبقي عليه طوفة واحدة حين اصيب بذبحة قلبية، نقل الى المستشفى، ساعات والأطباء يحاولون انقاذه، إلا انه لفظ آخر أنفاسه عند الساعة الخامسة والنصف فجراً”.
تراب المملكة
لم يكن جمال الذي يحمل الجنسية الفلسطينية ويسكن في المساكن الشعبية – قضاء صور يعاني من مشاكل صحية بحسب ما قاله محمود، الذي اشار الى ان جمال “سيدفن في المملكة السعودية كون الاجراءات لعودة جثمانه الى لبنان تتطلب بين 10 و15 يوماً”.
وكان اللواء سلطان ابو العينين نعى ابن شقيقته في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي بالقول : “بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، إنتقل إلى رحمة الله تعالى الحبيب الحاج جمال إسماعيل العينين إبن شقيقتي الحبيبة مريم إم علي بعد وصوله للأماكن المقدسة لأداء فريضة الحج… لن نقول إلا ما يرضي الله سبحانه وتعالى، لله ما أعطى وله ما أخذ… تغمّده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه”.
رسالة الوداع
وجّه جمال الوالد لخمسة ابناء الى اقاربه رسالة قبل انطلاقه إلى الحجّ، ودّعهم فيها، حيث قال “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : إخواني واحبابي في الله أرجو أن تسامحوني إن اخطأت بحق أحد منكم، وأن تستروا ما رأيتم مني لأنني سوف أتوجه بالسفر إلى مكة البلد الحرام لأداء فريضة الحج، أعتذر من الجميع وأسأل الله عز وجل أن يتقبّل منا ومنكم وأن يجمعنا مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إنه على كل شيء قدير”.