أقدم فرع جرائم المعلومات التابع لوزارة الداخلية على توقيف الزميل عمار العزو مدير المكتب الصحفي في محافظة حلب منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بتهمة مراسلة إحدى الصفحات المجهولة المصدر والتي تقوم بنشر قضايا فساد للعديد من المسؤولين، كما قام الفرع لاحقاً بتوقيف الزميل عامر دراو الذي يعمل كمراسل حربي للعديد من وسائل الإعلام المحلية واللبنانية ( إذاعة المدينة بحلب وموقع هاشتاغ سوريا، وإذاعة النور وقناة المنار اللبنانيين).
الصفحة المذكورة واسمها «عود ثقاب» نشرت محادثة مكتوبة بين القائمين عليها والزميل عامر دراو مفادها أنه أرسل معلومات للصفحة عن أحد المسؤولين ، ليتم بعد ذلك استدعاؤه من قبل فرع جرائم المعلومات وتوقيفه «قيد التحقيق» منذ أكثر من أسبوع دون معرفة الأسباب ودون أن ترشح أية معلومات وكأن الزميل دراو قد ارتكب فعل «الخيانة الوطنية».
«هاشتاغ سوريا» حاول متابعة الموضوع «قيد التحقيق» رغم التعتيم الشديد حوله ، إلا أننا لم نتوصل سوى لحقيقة واحدة، وهي أن أحد المسؤولين رفيعي المستوى في «حزب البعث» أعطى تعليماته بتوقيف الصحفييَن من قبل الداخلية، مطالباً بتمديد فترة التوقيف من قبل القضاء لأطول فترة ممكنة ( القانون ينص على أن فترة التوقيف يمكن أن تستمر لشهرين) وهدف المسؤول كما يبدو هو أن يرشح عن التحقيق مع الزميلين العزو ودراو معلومات دسمة تظهر ارتباط بعض المسؤولين من خصوم المسؤول الحزبي، بتلك الصفحة بعد الضغط على الزميلين الصحفيين بشتى الوسائل.
وكان الرفيق المذكور أعطى أوامره منذ عدة أشهر لنقل مدير المكتب الصحفي عمار العزو إلى مكتب آخر تحت نفس الذريعة وهي «إرسال معلومات مسيئة عنه إلى تلك الصفحة»، بعد أن أرسل له منذ فترة من يعاتبه عما يقوم به من إرسال أخبار لتلك الصفحة.
وعقب توقيف الزميل العزو، ادعى فرع المعلومات الذي اعتقله أنه صادر من منزله أجهزة اتصالات ومكالمات تثبت أنه «آدمن الصفحة» التي تؤرق المسؤول الحزبي، لكن سرعان ما ظهر بطلان هذا الادعاء، حيث تابعت الصفحة النشر بعد اعتقال الزميل العزو وحتى اللحظة بينما هو قيد التوقيف ، ما ينفي التهمة عنه جملةً وتفصيلاً.
المعلومات المؤكدة للجميع أن الرفيق يتهم مسؤولين هو على خصومة معهم بالوقوف وراء الصفحة، لكن هذا ما لم يتم إثباته أيضاً حتى الآن سوى بالإشاعات، ولن يتم إثباته بتوقيف الصحفيين كان أحدهم عامر دراو.
«هاشتاغ سوريا» اتصل بوزير الإعلام عماد سارة لمعرفة موقف الوزارة من التوقيف الحاصل بحق الصحفيين، فأكد عدم معرفته بالموضوع نهائيا وقام بتسجيل أسماء الصحفييَن لمتابعة ملابسات القضية.
كما تواصل «هاشتاغ سوريا» مع رئيس اتحاد الصحفيين موسى عبد النور الذي فضل عدم التعليق حول الموضوع، كما طلب ألا يتم الحديث عن «عدم تصريحه» حول الموضوع!.
المعلومات المؤكدة التي توصل إليها مراسلنا هي تردي الوضع الصحي للزميل عامر دراو دون السماح لأي أحد بزيارته سواء من أهله أو من قبل محامٍ، في ظل تكتم شديد من الجهة الموقوف لديها دون أي توضيح أو معلومات.
المؤكد أن ثمة ادعاء من قبل الأمين القطري المساعد هلال هلال بصفته الشخصية، عبر أحد محاميه على الزملاء الموقوفين وكل من يثبت أنه على علاقة بما نشر حوله، وهو الذي كان يتصل بالزميل دراو عندما كان الأخير مراسلاً ميدانياً وعلى بعد أمتار من هجمات العدو أثناء معركة الكليات الحربية الأخيرة قبيل تحرير مدينة حلب، وذلك للاطمئنان عن الوضع الميداني ، حيث كان يختم حديثه بإطلاق الشعارات الرنانة عن الثبات والصمود والثناء على شجاعة المراسل الذي أصبح اليوم وزميله الآخر كبشي فداء لتصفية حسابات شخصية مع خصوم غير مرئيين!