خيطٌ رفيعٌ جدّاً يفصل بين حريّة الرأي والتعبير من جهّة والتهديد وإشعال الفتن من ناحية مُقابلة، حيث أنّ موقع “فايسبوك” وبدل أن يكون في الفترة الأخيرة منبراً للتواصل في لبنان، بات ساحة معارك ورسائل سياسيّة وطائفيّة خطيرة التداعيات والإنعكاسات، ولا سيّما أنّها تصدر عن حزبيّين ومناصرين لهم عدد كبير من المُتابعين الذين يتأثّرون حتماً بمنشوراتهم.
وفي ظلّ التشنّج الكبير داخل “البيت الدرزيّ” السياسيّ، فيما يتعلّق بالأحجام والحقائب الوزاريّة، بإنتظار أن يرضى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السّابق وليد جنبلاط بالتخلي عن مقعد وزاريّ لرئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان، أو تنازل الأخير عن مطلبه المدعوم من تكتّل لبنان القويّ، خرج الشّاب سامر نديم فرّاج بمنشورات عبر صفحته على فايسبوك، وجّه فيها رسائل الى جنبلاط، في محتواها الكثير من التهديد له ولوزرائه بالقتل في اشارة واضحة منه الى “حالة الحداد” والى استعداده ومن معه لدخول السجن.
ويظهر الشّاب سامر في الكثير من الصور مسلّحاً، هو الذي يضع صورته الرئيسيّة مرفقة بصورة ارسلان.
ووفق المعلومات، فإنّ سامر نديم “أبو فرّاج” هو شقيق زوجة عضو المجلس السياسيّ في الحزب الديمقراطي اللبنانيّ لواء جابر.
واليكم بعض منشورات سامر التي نضعها برسم الرأي العام والأجهزة المختصّة.
“رسالة الى بيك المختارة ..
يا وليد بيك عزيزي هل تستطيع ان تحمل إقصاء ال ارسلان من السلطة؟؟؟
يا بيك هل تجرؤ ان تكمل في قرار محاصرة ال ارسلان ؟؟
يا وليد هل نحن خواريف ام غنم أمامك؟
يا بيك اذا كنت تراهن على قرار المير بعدم افتعال اَي فتنة داخلية فنحن نقول للمير قبلك لن نلتزم بأي قرار اليوم وسنتحمل مسؤلية خرقنا للقرار .. اذا كنت تراهن على ضمير المير طلال.
نقول لك أنسى وعد الى رشدك فنحن لن نلتزم بأي قرار يصدر ونحن لن نقبل بأي تسوية ونعدك انه لن يكون هناك أي وزير درزي لانه يمكن ان يكون اهل التوحيد في حالة حداد..
نعم فليكن اخباراً للدولة كي تعلم اننا لن نسكت ولن نساوم ولن نرد على احد .. او ان نتمثل او لن يكون هناك تمثيل درزي في الحكومة..”.
وأضاف في منشور آخر:”ننصح رئيس الحكومة المكلف في حال عدم التواصل مع الزعامة الارسلانية بإنشاء وزارة خاصة تسمى وزارة التوحيد .. وذلك لأجل تسوية امورنا بعد ان نخرب الارض انا و ٤٠ الف موحد كما ننصح وزير الدفاع بإنشاء سجن خاص بالدروز نظراً لكثافة السياح”، وأرفقه بهاشتاغ:”ما تجربونا”، و”لا حكومة من دون المير”.
وكان لافتاً أيضاً، أنّ سامر يعلم تماماً أنّ منشوراته هي بمثابة اخبار واضعاً ايّاها بعهدة الدولة تأكيداً على عدم السكوت او المساومة عن الحقوق.