كتب نديم قطيش في صحيفة “الشرق الاوسط” مقالا جاء فيه: “بدد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون قوة الدفع التي حظي بها نتاج التسوية السياسية التي أفضت إلى انتخابه.
مضى نحو ثلث الولاية حتى اليوم من دون أي إنجاز حقيقي يذكر، عدا الاعتداد مثلاً بإقرار قانون للانتخابات على قاعدة النسبية.
وكأن النسبية ليست آلية موضع خلاف عميق في مجمل النقاش حول الديمقراطية وصحة التمثيل في العالم! حدث ولا حرج، أن من يتغنى بالنسبية كإنجاز تاريخي يرقى إلى مصاف الأسطورة، مارس ويمارس، مباشرة أو بالوكالة، كل أشكال الاستئثار والإلغاء، حين تعلق الأمر مثلاً بالتعددية المسيحية وتمثيلها في الحكومة أو في الوظائف العامة أو في كافة الأطر الخاضعة لمنطق المحاصصة.
كان يمكن لإنجاز الانتخابات بعد طول تمديد وتأجيل، أن يكون فعلاً مدخلاً لتنشيط الحياة السياسية والوطنية.
وتحديث خطوط الصراع وفق موالاة ومعارضة لمشروع سياسي اقتصادي يرتقي أعلى قليلاً من الشعارات والزجليات اللبنانية عن الإصلاح والتغيير والنهوض؛ لكن العونية السياسية اختارت سلوك درب المعارضة.
حتى وهي في سدة الهرم الرئاسي، وفي قلب الحكومة ووزاراتها الاستراتيجية، ما أفقدها بريق المعارضة وحيوية القيادة وسطوتها في آن.
أو هي اختارت النكد، كما يظهر من “مواجهة” مؤتمر “سيدر” الاقتصادي، ذي الخطط والمشروعات التفصيلية: “بخطة” بالغة العمومية وضعتها شركة “ماكينزي” للاستشارات، قد تصلح في لبنان ولا يمنع أن تصلح في زيمبابوي مع بعض التعديلات الطفيفة.
إذَّاك، تشكلت الحكومة اللبنانية أم لم تتشكل، بات الأمران سِيَّيْن بالنسبة لرئاسة ميشال عون، الذي كنت من المتحمسين للتسوية المؤدية إلى انتخابه”…