هاجم النائب فيصل كرامي أمس “حزب الله” من دون أن يسميه معرباً عن إستيائه من تعاطي حلفائه معه ومع النواب السنة المعارضين معتبراً أن هناك تسهيلات لإيصال ممثلي “المستقبل” إلى كافة المراكز..
تصريح كرامي لا يمكن فصله عن الجو السياسي العام في لبنان، الذي يشهد الكثير من الحراكات بين القوى السياسية، لكنه في الوقت نفسه يشهد برودة غير مسبوقة على ضفة حلفاء “حزب الله” عموماً، وخصوصاً القوى الوطنية والشخصيات المستقلة، التي تجد أن لا مكان لها في المرحلة المقبلة في المشهد العام.
خلال الحديث الأخير للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ورد أن “حزب الله” ليس في وارد عرقلة تشكيل الحكومة أو رفع مستوى مطالبه حالياً، إلا في حال ثبوت رهانات بعض القوى السياسية على متغيرات إقليمية من أجل فرض شروطهم في التأليف، وهذا يعني أن “حزب الله” إكتفى بالحصول على حصته كاملة هذه المرة، ولن يسعى إلى توسيعها عبر خوض معارك حلفائه.
كل التسريبات تؤكد أن “حزب الله” الذي تخلى سابقاً عن أحد الوزراء الشيعة لصالح أحد حلفائه، وخصوصاً الحزب “السوري القومي الإجتماعي”، لا يبدو اليوم في هذا الوارد ولا في وارد خوض معركة للإحتفاظ بوزير مسيحي يكون من حصة هذا الحليف أو ذاك، وطبعاً ليس مطروحاً التخلي عن وزير شيعي لصالح وزير من طائفة أخرى كما حصل سابقاً بين حركة “أمل” والنائب فيصل كرامي.
بالعودة إلى تصريح كرامي الذي يؤكد بدوره أن الحزب ليس في وارد خوض معركة حلفائه السنة، بعكس ما يتم تداوله إعلامياً، إذ يرى “حزب الله” أن تأليف الحكومة أولوية حالية وأن لا ضرورة لإضعاف الحريري حالياً فيها من أجل تسييرها من دون عوائق وعراقيل في المرحلة المقبلة.
يبدو أن “حزب الله” مهتم بشكل رئيسي بحليفين أساسيين، الأول هو حركة “أمل” وهذا ما لا يحتاج إلى شرح وفير بعد حديث نصرالله الأخير، إضافة إلى حلفه مع العهد و”التيار الوطني الحر”، حتى أن علاقته بتيار “المردة” لا تبدو مرتبطة بمعارك موضعية مثل معركة الحكومة والحقيبة الوزارية، والتي قد يتعاون بها الرئيس نبيه برّي مع بنشعي لكن “حزب الله” لن يغير لأجلها إستراتيجيته الجديدة والتي تبعده عن خوض معارك الآخرين.
ويقول البعض أن حلفاء “حزب الله” بدأوا يعانون بشكل فعلي منذ الإنتخابات النيابية، تحديداً منذ فرض “حزب الله” بعض الأسماء كمرشحين عليهم، مثل اللواء جميل السيد من حصة البعث أو بديلاً عن حصة البعث، وألبير منصور من حصة “القومي”، الأمر الذي يوحي بأن المرحلة المقبلة هي مرحلة التفاهمات الكبرى لـ”حزب الله”، والتي قد تسقط خلالها بعض الحسابات والتفاصيل التي لم يكن الحزب يتجاهلها… لكن السؤال: هل بات لـ”حزب الله” أيتام في لبنان أم أن الأمر مجرد مسار تكتيكي أو إستراتيجي بإنتظام المرحلة المقبلة؟
علي منتش