تحت عنوان “لماذا يتفرج عون ولا يستخدم صلاحياته؟” سألت هيام القصيفي في الأخبار أنه إذا كانت من مصلحة إيران والسعودية التريث في تأليف الحكومة، وإذا كانت مصالح الأفرقاء السياسيين التمهل لتحصيل المكاسب، فما مصلحة رئيس الجمهورية في عدم المبادرة؟
وقالت: بعد شهرين، يدخل العهد عامه الثالث، ولعل الإنجاز الوحيد الذي تحقق، على مدى سنتين، إجراء انتخابات نيابية بفعل ضغط المجتمع الدولي. يمكن الذين يريدون تسويق الإنجازات أن يعددوا لائحة طويلة.
لكن العهد يواجه استحقاقاً أساسياً يحاول حتى الآن القفز فوق سلبياته، وهو الفراغ الحكومي المتمادي واحتمال بقائه إلى ما بعد ذكرى تولي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سدة الرئاسة الأولى، وسط سؤال تطرحه أوساط سياسية: لماذا يتفرج رئيس الجمهورية على ما يجري من دون اتخاذ أي مبادرة؟
وتابعت: “لو لم يكن هو رئيس الجمهورية “القوي” الذي تعهد بحكومة أولى في عهده تفي بالوعود التي قطعها للبنانيين في خطاب القسم، لكان يمكن غضّ النظر عن أسباب تعمُّد عون البقاء متفرجاً، على الوضع الحكومي الذي يراوح مكانه، لكن عون بالمسيرة التي قطعها للوصول إلى بعبدا، وبالوعود التي أطلقها ، يبدو وكأنه استنزف نفسه والعهد، فلا يقدم على أي خطوة استثنائية تحرك المياه الراكدة وتدفع في اتجاه التعجيل بالتأليف.”
وقالت: وفي انتظار انتهاء المشاورات الحكومية، تدهور وضع الكهرباء، وتزايدت الضغوط على الوضع الاقتصادي والمالي مهما حاول مسؤولون ماليون ومصرفيون نفي ذلك، وهناك مؤسسات ومصالح اقتصادية وتجارية مهددة بالإقفال.
وفي أسابيع المشاورات الحكومية، زادت الأزمات داخل فريق رئيس الجمهورية نفسه على خلفية التوريث والتوزير والمرشحين من جانب هذا الطرف أو ذاك من محيط الرئيس خصوصاً أن ندوب الانتخابات النيابية لم تلتئم بعد. هذا كله محلياً، فضلاً عن التطورات على أكثر من جبهة إقليمية عسكرياً وسياسياً ومالياً.
وتابعت: الأكيد أن عون الذي لا يستسيغ فكرة طاولة الحوار ولا يحبذ أصلاً الحكم الجماعي، لا هو ولا فريقه، لن يقدم على أي خطوة من هذا النوع لإعادة وصل ما انقطع بين القوى السياسية على خلفية الحكومة.
في مثل هذه الأحوال، يحتاج البلد إلى حكومة تتولى عادة ضبط هذه المسائل. ووجود رئيس الجمهورية يفترض أن يسهل ذلك، الأمر الذي يعيدنا إلى السؤال: لماذا لا يقدم عون على خطوة عملية في اتجاه التأليف؟