في ظل انخفاض سعر صرف الليرة التركية إلى مستويات قياسية، وجد المواطن اللبناني فرصة ذهبية لقضاء عطلة عيد الأضحى في المنتجعات التركية بأسعار خيالية قياساً إلى ما كانت عليه في السنوات السابقة.
قضاء الإجازة في “مارماريس” يُصنَّف رحلة من العمر يستمتع السائح خلالها بالمناظر الخلابة، والشواطئ “الذهبية”، ما يسمح للبنانيين خصوصاً بمقارنتها بالشواطئ اللبنانية.
إلا أن ما حصل مع عدد منهم قلب الفكرة كلياً، لتتحول رحلة عيد الأضحى إلى “شمشطة” لعدد من العائلات التي حجزت من خلال عدد من المكاتب في لبنان ضمن فندق “Cihantürk Hotel”، القريب من البحر.
الأيام الأربعة الأولى كانت مميزة، بحسب ما أكد جميع الزوار. لكن المشكلة بدأت في الليلة الرابعة، عندما فوجئت الشابة سهى م. وشقيقتها عند الساعة الثانية عشرة ليلاً بقدوم عامل الفندق طالباً منهما توضيب حقائبهما والمغادرة فوراً، فالطائرة ستغادر بعد قليل.
وبعد أخذ ورد بين الشابة وعامل الفندق لإقناعه بأن الطائرة ستغادر صباح الجمعة، وليس الأربعاء، وطلب منهما المغادرة والانتقال إلى فندق آخر. وهو ما حصل فعلاً، ولكن في اليوم التالي.
المشكلة لم تنتهِ عند هذا الحد، فعائلة لبنانية أخرى واجهت المشكلة نفسها، ولكن مع مكتب سفريات مختلف، فكانت “المصيبة”… الأغراض موضبة ومرمية في باحة الفندق، بطريقة عشوائية، ما دفع بالسيدة الى الشجار مع عمال الفندق، طالبةً تفقد غرفتها قبل المغادرة، فكان لها ما أرادت بعد صراخ متبادل مع العمال.
وبحسب ما أكدت السيدة م. طعمي، فإن عمال النظافة رموا العديد من الحاجيات في النفايات، وقد فقد بعض الهدايا من الغرفة… “فجنّ جنون السيدة”، فما كان من موظفي الفندق إلا أن طردوها مع عائلتها بطريقة مهينة.
وبعد البلبلة الليلية والإشكال الصباحي، قيل للعائلة والشقيقتين إن الفندق الآخر قريب، ويبعد بضعة أمتار، وحضر شخص من مكتب السفريات لمتابعة أوضاعهم، لتكون المفاجأة الأخرى في الفندق الجديد البعيد عن البحر خلافاً لما كان متفقاً عليه، ووجود الغرفة تحت الأرض، وفي حالة مزرية، وهي غير صالحة للسكن. فنشب خلاف جديد بين العائلات اللبنانية ومكاتب السفر في بيروت. فأرسل مكتب x reem travel موفدا من قبله إلى الشابة سهى وشقيقتها لتمضية ليلة في “مارماريس” واختيار فندق آخر.
ولكن، بحسب صاحبة المكتب ميراي جابر، فإن الفنادق في المنطقة كانت ممتلئة، ولا يوجد أي حجز سوى في هذا الفندق. وقد “طلبت من سهى” البحث عن فندق آخر، على أن نتكفل بتغطية الفرق.
وأضافت: “اللبناني بحب ينقّ كتير ويكبّر الموضوع”. “باختصار هي أمور تحدث خلال السفر، وحاولنا تفاديها، ولكن الشقيقتين أصرّتا على “استغلال” الوضع ورمي الاتهامات بحق المكتب. وقبل الانطلاق من لبنان، كانت الشقيقتان على علم بأن اليوم الأخير سيكون في فندق مختلف، ولم تمانعا ذلك”. وأكدت رفض الاتهامات الموجهة بحق الفندق والمكتب.
سهى رفضت قول مكتب السفريات بأن الفندق قريب، مؤكدةً أنه يبعد مسافة نصف ساعة. وروت: “تم التواصل مع المكتب في بيروت، وقيل لنا انه سيتم ارسال احد الشباب الى الفندق مساءً لمساعدتكم على السهر خارجاً لتجنب البقاء في الفندق “المتسخ”.
أما مكتب حجار ترافل، فقد أكد أن العائلة كانت على علم مسبق بنقلها من الفندق، ولا يمكن أن ترمى أغراضها في النفايات. وقال إن الفندق الآخر مصنف “جيد”، ولكن “الزبون بصير يكبّرها لياخد الأحسن”، متمنياً “عدم تكبير الموضوع منعاً لضرب المكاتب السياحية في لبنان. فالقطاع مزدهر، وإن وقعت مشكلة، فهذا لا يعني أن الأمور مقصودة. فخبرة 30 سنة في مجال السياحة والسفر لا يمكن أن نضيّعها لتوفير بضعة دولارات”.
بعد أخذ ورد، أرسلت سهى مقطع فيديو تشرح من خلاله الحالة المزرية للفندق، طالبةً من المكتب في بيروت الاعتذار عن “البهدلة” التي وقعوا فيها، خصوصاً أن بعض العروض المقدمة من بيروت اختلفت على أرض الواقع في تركيا.