تساءل حسن سلامه في “الديار” : هل تستمر الازمة الى فترة طويلة، ام ان الاسابيع القليلة المقبلة قد تفضي الى ايجاد مخارج لعقد وشروط التمثيل في الحكومة؟وفق شخصية سياسية مطلعة على كثير من خفايا السقوف العالية لبعض الاطراف، فان الامور لا تبشر بحصول حلحلة قريبة، او امكانية تدوير الزوايا في ما خص تمثيل بعض الكتل، وتحديداً كتل التيار “الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” واللقاء الديموقراطي، اضافة الى تمثيل سنة المعارضة.
فالواضح ان الحريري وجعجع وجنبلاط يعتقدون ان خصومهم من القوى السياسية اللبنانية سيضطرون في نهاية المطاف الى القبول بشروطهم العالية، وبخاصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومعه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل انطلاقاً من اعتبارات داخلية وخارجية أهمها :
- اولاً: ان رئيس الجمهورية ومعه الوزير باسيل يعتبران ان كل تأخير في تشكيل الحكومة يمثل اضعافاً للعهد، ويحول بالتالي دون تنفيذ ما يطرحه الرئيس عون والكتلة النيابية الداعمة له، في وقت يعتبر اصحاب هذه الشروط ان لا افق قانونية او سياسية امام اي محاولات للقيام بأي خطوة تفرض على الحريري تشكيل حكومة غير مقتنع بها، او حتى سحب التكليف منه، تمهيداً لاستشارات نيابية تفضي الى تكليف شخصية اخرى لتشكيل الحكومة.
- ثانياً : تدفع الاطراف الثلاثة اي تيار المستقبل و”القوات اللبنانية” والحزب التقدمي الاشتراكي بتوافق ضمني، وبطلب سعودي عملياً، الى محاولة ضرب التوازنات الجديدة التي نتجت من الانتخابات النيابية، ولو ان “القوات الللبنانية” اثبتت انها تمثل القوة الثانية مسيحياً، وبقي كل من الحريري وجنبلاط يمثل حالة وازنة كل في طائفته.
- ثالثا : استقواء هذه الاطراف او محاولة تفسيرها خطأ لما هو حاصل في سوريا من خلال التفاهمات الروسية – الاميركية حول الوضع هناك، يضاف اليه عدم حماسة اميركية وسعودية لتشكيل الحكومة انطلاقاً من التوازنات الجديدة التي انتجتها الانتخابات النيابية.
في المقابل تلاحظ الشخصية المذكورة ان الوزير باسيل لم يلجأ بدوره الى تسهيل ايجاد المخارج لمسألتي التمثيل المسيحي والدرزي لاعتبارين :
- الاعتبار الاول : انه يرفض مع الرئيس عون التساهل في مسألة تمثيل “تكتل لبنان القوي” بكل مكوناته السياسية والطائفية تحت عنوان “انتهاء زمن الهيمنة على حقوق الاخرين”، وبالتالي ان يتم اعتماد معايير موحدة في عملية احتساب تمثيل كل الكتل النيابية، دون نقصان او زيادة.
- الاعتبار الثاني : ان رئيس “التيار الوطني الحر”، يرى ان ما يحصل على مستوى العلاقات الروسية – الاميركية واستطراداً ما حصل ويحصل في سوريا، يفترض ان يرتد ايجاباً على لبنان، بما يساعد على تثبيت التوازنات الجديدة بعد الانتخابات النيابية، لكن دون تدخلات او املاءات من الخارج.