كشفت مجلة “ديلي بيست” الأميركية أنّ معركة إدلب، التي يتردد أنّها ستسطر نهاية الحرب السورية، “معلّقة”، ناقلةً عن قيادي عسكري في قوى المعارضة حديثه عن معاناة القوة الموالية للنظام السوري والرئيس بشار الأسد من نقص في المقاتلين الأساسيين للتنسيق مع سلاح الجو الروسي.
وأوضحت المجلة أنّ مقاتلي المعارضة يفوقون الجيش السوري عدداً بأشواط، مشيرةً إلى أنّ القوات الإيرانية ومقاتلي “حزب الله” الذين اعتمد عليهم الأسد في المعارك سابقاً لا يبدون استعداداً للمشاركة في العملية.
وعن ميزان القوى، لفتت المجلة إلى أنّ 2500 جندي سوري يتواجدون في المنطقة حالياً، بمن فيهم 5000 عنصر أتوا كتعزيزات، يضمون بدورهم مجندين أُحضروا من جيوب المعارضة ولم يُختبروا في ساحة المعركة بعد، مبينةً أنّ هذه القوة ستواجه 100 ألف مقاتل من المعارضة، أُجبروا على الفرار من مناطق أخرى وليس لديهم مكان آخر للذهاب إليه.
وفي هذا السياق، رأت المجلة أنّ العامل الأساسي المفقود هنا يتمثل بعناصر “حزب الله” والمقاتلين المدعومين إيرانياً، وهم الذين شكّلوا القوة الميدانية للأسد في حلب ودمشق بعد انهيار الجيش السوري جراء الانشقاقات، لافتةً إلى أنّ العلامات الدالة على أنّ هذه القوات تستعد للمعركة “غائبة”، ومشيرةً إلى أنّ إيران لم تبدِ اهتماماً كبيراً بالانضمام إلى المعركة الدموية التي يتوقع لعدد ضحاياها أن يكون مرتفعاً.
ونقلت المجلة عن العقيد فاتح حسون، الضابط السوري المنشق والقيادي البارز في “الجيش السوري الحر”، قوله: “يمكننا القول إنّ معركة إدلب تأجلت، إذ تحتاج روسيا إلى شركاء على الأرض من أجل تنفيذ طلعاتها الجوية”.
من ناحيته، رجح كولومب ستراك الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، حصول المعركة، قائلاً: “إنها مسألة وقت”، ومحذراً من أنّ وتيرتها ستكون بطيئة نظراً إلى الاختلاف في حجم القوى المتناحرة. وأوضح ستراك: “ستتم المعركة خطوة بخطوة، وستتم خلالها استعادة السيطرة على البلدات، الواحدة تلو الأخرى، وذلك بالاعتماد على الضربات الجوية العشوائية لإجبار القوى المعارضة على النزوح أو الاستسلام”.
يُذكر أنّ مجلس الأمن الدولي سيعقد اليوم الثلاثاء اجتماعا ليناقش الوضع في محافظة ادلب، حيث تخشى الأمم المتحدة حدوث “أسوأ كارثة إنسانية” في القرن “إذا هاجم النظام السوري آخر معقل لفصائل المعارضة”.
يُشار إلى أنّ 3.3 ملايين شخص يعيشون في محافظة إدلب، وإلى أنّ النازحين من مناطق سورية أخرى يشكلون نصفهم تقريباً، وإلى أنّ عدداً ضخماً من السكان يعتمد على المساعدات الإنسانية التي تصل إليهم من الخارج.