تركّز قوى الثامن من آذار بإستمرار على تحميل مسؤولية التعطيل إلى قوى إقليمية ودولية، وتربطها بأي شكل من الأشكال بالمطالب العددية والحصص الوزارية التي يتفاوض عليها الأفرقاء السياسيون.
الجديد في خطاب قوى الثامن من آذار هو تحميل الولايات المتحدة الأميركية مباشرةً مسؤولية التعطيل ومنع التشكيل عبر وضع “فيتو” على إعلان أي حكومة جديدة يكون فيها لـ”حزب الله” وحلفائه أكثرية مريحة في مجلس الوزراء.
ووفق مصادر من داخل هذه القوى فإن الولايات المتحدة الأميركية تحاول تجميد مفاعيل الإنجازات التي حققتها القوى المناوئة لها خلال المرحلة الماضية في إنتظار التطورات التي ستنتج عن تشديد العقوبات الإقتصادية على طهران.
وترى المصادر أن النظر إلى المشهد اللبناني يجب ألاّ يكون معزولاً عن المشهد الإقليمي، حيث هناك محاولات متشابهة لتعطيل تشكيل الحكومة اللبنانية.
وتشرح المصادر أن هناك محاولات في سوريا لفتح جبهات جديدة للنظام لتأخير إعلان النصر النهائي، وهذا ما بدأ مع الهجوم “الداعشي” على السويداء، ومن ثم المعارك التي حصلت في القامشلي بين قوات “سوريا الديمقراطية” والجيش السوري، وصولاً إلى رفع سقف الخطاب التحذيري من أي عملية عسكرية في إدلب لتأخير إنطلاقها.
محاولة فرملة الإنجازات في المنطقة تصل إلى العراق حيث هناك سعي جدي لخلط الأوراق الحكومية بهدف منع حلفاء إيران من تشكيل الكتلة الأكبر وإختيار رئيس للحكومة كنوري المالكي، من هنا كانت محاولة إستغلال تحركات البصرة، بهدف الإستمرار في إشغال حلفاء إيران في العراق ومنع أي إستقرار سياسي وأمني لهم في هذا البلد.
وكذلك في لبنان، إذ تؤكد المصادر أن الإيعاز بتعطيل تشكيل الحكومة ليس سعودياً، إذ أن الرياض ليست بحاجة لتحقيق مكاسب أكثر مما تحصل عليه حالياً في النظام السياسي اللبناني، وكل هدفها ينحصر في الحفاظ على الواقع الحالي، لذلك فإن تعطيل التشكيل هو بإيعاز أميركي مباشر بهدف منع “تقريش” فوز “حزب الله” وحلفائه بالإنتخابات النيابية، وزيادة حجم الضغوط المعيشية عليه.
وتعتبر المصادر أن معركة إدلب ستكون حدثاً محورياً في المنطقة، وما بعدها لن يكون كما قبلها، إذ قد تظهر واشنطن بمظهر العاجز أو عدم الراغب في التأثير المباشر في الأحداث، الأمر الذي قد يؤدي إلى تسهيل عملية تأليف الحكومة اللبنانية والعراقية معاً، في حين لن يكون الضغط على إيران مرتبطاً بملفات المنطقة وسينحصر تأثيره على المفاوضات الإيرانية مع الغرب حول قضايا إيران الخاصة.
علي منتش