عن يعقوبيان وركّاب الدرجة الأولى

بولا يعقوبيان مواطنة بدرجةِ حنجرة،برتبةِ صراخٍ وطني.في لبنان أزمة حناجر.الكثير منها للمَغنى. القليل منها للسيجار.الأقل للصراخ الوطني.

الحنجرة كل ما تبقّى لنا في وطنٍ ساكتٍ مثلُ منحوتةٍ في متحف اللوفر ومطيعٍ مثل مريول مدرسة ابتدائية وخائفٍ مثلُ دجاج العيد.

معظمُ سياسيّينا يعيشون حياة نباتية.الدماغ معطَّل والجسم على آلات التنفس الإصطناعي. معظمهم يعيشون على الريّ الإقليمي والسماد الطبيعي أو الكيماوي.الكثير من نوابنا ووزرائنا لا يملكون مقص أظافر . هم يقدمون أصابعهم لتتقلّم محلياً في بيت الزعيم أو إقليمياً في بيت زعيم الزعيم.

كن سياسياً واصمت.يمكنك التفوه إذا أطالَ الزعيمُ الرسن.

معظمُ السياسيين ” يرسنون” ولا يلسنون.هم أصحاب “أرسُن” لا أصحاب ألسُن.

بولا بِلا رَسَن. بولا حنجرة مسكونة بصراخ شعبي مسرطَن بالخوف.وحده صراخ صادق من هذا الطراز لا يحتاج الى إخراج قيد طائفي. الجوع عابر للطوائف مثله مثلُ الفقر والمرض واليأس والتلوث.

يبحثُ الصراخُ عن حنجرةٍ ويطمئِنُّ الى صوت بولا.

قرأتُ ما غرّدتهُ نائبُ بيروت.نقلت خيبة أمل الناس.كلامها أكبر بكثير من طائرة رئاسية وأصغر بقليل من حلمِ وطن.

ثمّ يأتي بعضُ ركّاب الدرجة الأولى في الطائرة والدرجة الأخيرة في الإسفاف ليدوسوا على زهرة.

بقرة تدوس على زهرة.زمنٌ ممنوع على العطر فيه أن يفوح.زمنٌ بدلَ أن يستنسِخَ بولا وقلائل مثلها،يفتحُ عليها خراطيمَ الوَحل.

لا تنتمي بولا الى كتلة نيابية.تفتقر الى من يحميها.كتلتها في المنازل الوضيعة.في السيارات المتواضعة، في الأكواخ والغرف الرطبة والرغيف البائت. في جيشٍ من الفقراء والمغلوبين على أمرهم يسكن صوتُ بولا.

لن يفلحَ وكيلَها في رفعِ حصانةٍ حملةِ الخراطيم.المُحَصَّنون ما زالوا يتحسّنُون.غداً ربّما يُعيَّنُ أحدُهم إشبيناً على حنجرة بولا.ينتفخُون من شدة التهامهم لحمائم تويتر وشاورما عدسات الكاميرات.

هناك شيءٌ لم يحسب له بعضُ ركاب الدرجة الأولى حساب.

النقطة تفجّ الصخر.عليها فقط أن تتكرر. أي نقطة بما فيها النقطة على الحرف.ستصطدم بالخوف حيناً وباليأس أحياناً لكنها يجب أن تتكرر.

سيأتي يومٌ يخاف البقر من الزهر. سيمارس البقرُ خوارَهُ في مزارع معزولة.ستفوز حنجرة بولا فالزّهرة أقوى من البقرة.

روني الفا

اخترنا لك