الحكم على يوسف فخر ومهند موسى المتهمين بمحاولة اغتيال جنبلاط

قضت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن حسين عبد الله، بانزال عقوبة الأشغال الشاقة غيابيا مدة عشر سنوات بحق اللبناني يوسف منير فخر الملقب بالـ “كاوبوي” والسوري مهند علي موسى، بعدما أدانتهما بجرم التحضير لعملية اغتيال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط في العام 2016، وقضت بتجريدهما من حقوقهما المدنية وتنفيذ مذكرة القاء القبض الصادرة بحق كل منهما.

كما قضت بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة مدة خمس سنوات بحق اللبناني الفار من العدالة حمود خالد عوض وتغريمة مليونين و500 الف ليرة وبالاشغال الشاقة ثلاث سنوات غيابيا للبناني ناجي النجار وتجريد كلّ منهما من حقوقه المدنية، بعدما أدانت الأخيرين بإبرام اتفاق مع فخر وموسى وتشكيل مجموعة مسلحة وعلى دعم الثورة السورية بالسلاح والمال.

وكان قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا أصدر في 15 أيلول 2016 قراره الإتهامي بحق يوسف منير فخر المعروف بـ”الكاوبوي”، والذي يشير فيه إلى دور فخر،في محاولة إغتيال جنبلاط، قبل شهر تشرين الثاني، بالتعاون مع المخابرات السورية.

وفسّر القرار كيف توافرت معلومات للأمن العام اللبناني بأن المدعى عليه يوسف فخر، تواصل مع شخص مقيم في اسرائيل ومقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي ويدعى مندي الصفدي، وأنّ هدف تواصله هذا، التشاور لدعم المجموعات الارهابية في سوريا، وتجنيد عملاء لصالح الموساد الاسرائيلي. أبلَغ الأمن العام اللبناني هذه المعلومات لمفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية الذي أشار بوجوب استدعائه واستيضاحه حول صحة تلك المعلومات من عدمها. وبالفعل حضر فخر إلى دائرة الأمن العام، وبوشرت التحقيقات معه.

وبحسب القرار الإتهامي فإنّ علاقة صداقة قديمة نشأت بينه وبين عنصر في المخابرات السورية مهنّد موسى أثناء الوجود السوري في لبنان، وهذا الأخير كان مقرّباً جداً من رئيس جهاز الأمن والاستطلاع غازي كنعان، ومنذ نحو الخمسة أشهر تواصل معه عبر الفايسبوك وتحادثا عن الأحداث في سوريا، وأهم ما ورد في محادثتهما الأمور التالية:

1- أخبره مهنّد أنه على علاقة طيبة مع مُضَر وربال رفعت الأسد، وأن ربال مقيم خارج سوريا وعلاقاته جيدة مع الأميركيين، وسيكون له دور في سوريا، وأن بشار الأسد لن يبقى في السلطة. أما مُضَر فهو في سوريا ومقرب من الرئيس السوري، وبالتالي نصح مهنّد يوسف فخر بتأسيس علاقة مع الاثنين، ويكون من الرابحين بأي تطور في سوريا.

2 ــ أبلغه صراحة بأن وليد جنبلاط لن يبقى على قيد الحياة وسيتم اغتياله قبل شهر تشرين الثاني من العام 2016، وربما قبل هذا التاريخ، وعلّق المدعى عليه بالقول: “بدكن تروحوه روحوه”، وأمام قاضي التحقيق، أضاف أن مهنّد أكد له أن السوريين غير راضين عن وليد جنبلاط والروس تخلّوا عنه.

وعن دوره بعملية الاغتيال نفى تكليفه بأي دور بهذا الخصوص، عندها تمت مواجهته بالرسائل الالكترونية مع مهند موسى، وقوله بإحداها: “أنه يوماً ما سيأخذ بالثأر للذين كانوا السبب بخروجه من لبنان وبقائه 30 عاماً في الخارج”، وسُئل من يقصد بذلك ؟، فأجاب: “إن هذه الرسالة صحيحة وقصدت فيها وليد جنبلاط والأشخاص التابعين له ومن بينهم نشأت أبو كرّوم”.

يذكر أنّ “الكاوبوي” كان يشغل منصب المسؤول العسكري للحزب التقدمي الإشتراكي في منطقة رأس بيروت خلال فترة الحرب الأهلية، وقد غادر لبنان عام 1987 إلى الولايات المتحدة الأميركية، وتزوج هناك من سيدة أميركية، ودام زواجه ثلاث سنوات، حصل خلالها على الاقامة الدائمة ومن ثم على الجنسية الأميركية.

وتجدر الإشارة أنّ فخر أُخلي سبيله من قبل المحكمة العسكرية خلال شهر كانون الأول 2017 مقابل كفالة مالية قدرها عشرة ملايين ليرة، ليتوارى بعدها عن الأنظار ويتغيب عن جلسات المحاكمة.

اخترنا لك