صحيفة أميركية للبنانيين : تستحمّون بالبراز وهواؤكم قد يصبح مسرطناً

بعنوان “بينما يغرق لبنان في نفاياته، يتطلّع المواطنون ( وليس الحكومة ) إلى حلول”، نشرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأميركية مقالاً أشارت فيه الى أنّ القمامة تفترش الشاطئ في بيروت، ويُدفع بها الى باطن البحر، عداك عن الدخان المتصاعد من بعض المحارق.

ولفتت الصحيفة الى أنّ اللبنانيين لطالما عانوا من انقطاع المياه والكهرباء، إضافةً الى تكلفة الإتصالات الباهظة وطريق الحكومة مسدود دائمًا، فهذه المسائل أصبحت روتينًا يوميًا لدى اللبنانيين.

وذكّرت بأنّ 3 سنوات مرّت على أزمة النفايات منذ إغلاق مكب الناعمة عام 2015 ما دفع المواطنين للنزول الى الشارع، علمًا أنّ المكب افتتح عام 1997، وكان من المفترض أن يستمر لمدة سبع سنوات فقط.

إلا أنّه بقي 18 عامًا ورمي فيه 15 مليون طن من النفايات، أي رمي فيه 13 مليون طن أكثر مما كان من المفترض ثم جرى إغلاقه، والمشهد الآن هو أنّ الشواطئ والجبال اللبنانية مكسوة بالقمامة المتناثرة.

وتحدثت الصحيفة عن السيول التي أدت الى فيضان نهر الغدير في حيّ السلم، حاملاً معه شتّى أنواع النفايات التي سبحت بين المنازل، وأشارت الى أنّ هذا روتين أيضًا اعتاده اللبنانيون بعد كلّ مرة تتساقط فيها الأمطار.

وأضافت أنّ أسراب طيور النورس التي تحطّ على النفايات بالقرب من مدرج مطار رفيق الحريري الدولي كانت تشكّل خطرًا على الطائرات، فلم يجد المسؤولون حلاً سوى الإستعانة بصيادين لإطلاق النار على الطيور.

أمّا من يريد زيارة نهر ابراهيم، الموجودة صورته في كتيّب سفر للسياح، فعليه أن يجتاز الدخان الكثيف والمياه السوداء في محرقة قريبة.

وقد كشف تقرير صادر عن معهد البحوث الزراعية في وقت سابق من هذا العام عن وجود مستويات خطيرة من المعادن الثقيلة في المياه الواقعة قبالة السواحل اللبنانية، ومن المحتمل أن يكون ذلك نتيجة للنفايات الملقاة في البحر إضافةً الى المصانع التي تطفو على طول الخط الساحلي، بحسب الصحيفة.

وتعليقًا على التلوث الذي استعرضته الصحيفة، قال سامي كايد، مدير التطوير في مركز الحفاظ على الطبيعة التابع للجامعة الأميركية في بيروت: “بما أن 92٪ من مياه الصرف الصحي في لبنان لا تجري معالجتها، فإن الملوثات البيولوجية تكثر، بمعنى أن الناس يسبحون ويستحمون ويأكلون الأسماك من المياه الملوثة بالبراز”.

واعتبرت الصحيفة أنّ أزمة النفايات تحوّلت الى نقطة يستخدمها السياسيون، بدلاً من إيجاد حلّ لها، إذ يعزو البعض سببها الى زيادة عدد النازحين السوريين، فيما يعتبرها آخرون مؤامرة.

من جانبه قال المهندس البيئي زياد أبي شاكر: “لم يكن هناك خطة أخرى سوى فتح مكب جديد”. وأوضحت الصحيفة أنّ مسألة المحارق أثارت جدلاً الشهر الماضي في لبنان، وقال المسؤولون إنّ هذه الطريقة تخلّص اللبنانيين من النفايات وتولّد الطاقة أيضًا.

إلا أنّ الخبراء يشككون في هذه المسألة، مشيرين إلى أن المحارق ستحصر السموم في الهواء، بما في ذلك المواد المسببة للسرطان وللإختلال في المناعة، ما لم يلتزم المعنيون ببروتوكولات السلامة الصارمة.

اخترنا لك