لطالما تميزت منطقة عكار بتكوينها الديمغرافي العابر للطوائف والمنسجم مع صيغة العيش المشترك البعيدة عن سياسة المصالح الداخلية والشخصية.
هذه الميزة “تُعكرها” في كثير من الاحيان تصرفات فردية لا تنتمي الى تلك البيئة لا سيما وان جاءت من أفراد لهم صفة رسمية وتحديدا رؤساء بلدية، دورهم في الاساس التواصل مع “الجيرة”.
ما حصل بين بلدتي “عندقت” و”وادي خالد” كاد يشعل تلك “الفتنة” لولا تدارك بعض ” العقلاء” والامنيين ولجم التصرفات ” المُتهورة” لرئيس بلدية عندقت “عمر مسعود” على خلفيات ثأرية لكل من يعارض ويكشف ما يجري من اعمال داخل مجلسه البلدي.
وفي التفاصيل فقد عمد “مسعود” يوم السبت الى التعرض لطبيب من منطقة وادي خالد ويدعى “محمد المكحل” في منطقة “عودين- عندقت” كان يزور أحد أصدقائه في المنطقة. وفيما كان ينتظر الطبيب وصول صديقه الى المنزل فوجئ بوصول رئيس البلدية وبرفقته مرافقَين مسلَحَين، وسأل الطبيب عن سبب وجوده في المكان. وعندما أوضح له السبب، طلب مسعود من الطبيب “المعروف” في المنطقة، هويته وأوراق ثبوتية أخرى، فيما أخذ احد مرافقيه مفتاح السيارة من الطبيب، فحصل عندها تلاسن بين الطرفين بعد أن توجه مسعود ومرافقيه بعبارات نابية للطبيب على مسمع بعض المارين في الجوار. وبعد أخذ ورد ترك مسعود المكان وطلب من الطبيب المغادرة.
ما حصل لم يمر مرور الكرام عند اهالي وادي خالد وتحديدا بعد البيان الذي اصدره رئيس البلدية ردا على بيان الطبيب الذي شرح ملابسات ما حصل، فاشار مسعود الى ان الطبيب كان يحتسي الكحول، الامر الذي رفضه وجهاء بلدة وادي خالد واضعين مضمون هذا البيان في اطار التعرض لطبيب معروف بمناقبيته ورصانته ومشوها لسمعته بين أهله.
وبعد البلبلة التي حصلت في المنطقة تدخلت الاجهزة الامنية وعمدت الى جمع الطرفين لتهدئة النفوس ومنع تطور “التلاسن” الى اشكال قد يحمل تداعيات على المنطقة.
كما عكس الاشكال امتعاضا لدى اهالي عندقت لا سيما وأنها ليست المرة الاولى التي يتعامل فيها مسعود مع القرى المجاورة بهذه الطريقة، فهو منع اهالي بلدة عيدمون وبعدها منطقة جبل اكروم من ركن سياراتهم في مواقف بلدته قبل ان يعود ويتراجع عن قراره لغايات سياسية وشخصية.
واصدر المكحل بعد الحادثة البيان التالي:
“بيان برسم اتحادات البلديات والبلديات في وادي خالد والجوار. وبرسم دعاة العيش المشترك وكل من يهمه كرامة المواطن العكاري المنتهكة.
انا الدكتور الصيدلي محمد مكحل من ابناء وسكان وادي خالد وبعد ان قمت بتوصيل ابني الى منزل رفيقه الكائن في بلدة عندقت قصدت منزل صديق لي يدعى ابو شيبون في وادي عودين. وعند وصولي الى المنزل لم اجده وتوقفت الى جانب الطريق محاولا الاتصال به حيث اخبرني انه خارج المنطقة. في هذه الاثناء وصل المدعو عمر مسعود الذي علمت لاحقا انه رئيس بلدية عندقت وبرفقته شخصين وهم يمارسون رياضة المشي. وتوقفوا الى جانب سيارتي حيث طلبوا مني هويتي الشخصية. فسألتهم ماهي الصفة التي تخولكم ان تطلبوا بطاقتي وقمت بتعريفهم على نفسي وصفتي ونوعية عملي وانني اقصد زيارة صديقي المذكور سابقا ولم اجده وبأمكانكم الاتصال به وسؤاله. ولكن كانت ردة فعلهم بمصادرة مفتاح سيارتي ومعاملتي بطريقة غير لائقة دونما احترام لشخصي او للجيرة.
وبعد اخذ ورد قاموا بتسليمي مفاتيح السيارة واكملوا طريقهم.
وهنا اسأل. هل اصبحت مناطقنا مغلقة وممنوع علينا الانتقال ضمن بلداتنا؟؟
هل عدنا الى عقلية الكانتونات البغيضة التي قسمت اللبنانيين؟؟
هل اصبح رئيس البلدية بمثابة قوى امنية ويفرض على المواطنين التجول في مناطقه او عدمها؟؟
اناشدكم جميعا ان تقولوا كلمة الحق بحق من استباح حق المواطن بالتنقل ضمن بلده.
هل اصبحنا نعيش في عصر عمر مسعود ونظامه الخاص الذي يمنع مواطنا لبنانيا من زيارة صديق له.
لقد طفح الكيل من تصرفاتكم وادعو العقلاء من ابناء عندقت والجوار ان يقولوا كلمة الحق لردع من يتطاول على كرامة الاخرين”.
ورد مسعود ايضاً عبر بيان جاء فيه: “اثناء مرورنا في محلة عودين شاهدنا سيارة متوقفة على جانب الطريق فتقدمنا من صاحبها معرّفين عن نفسنا وسألناه من يكون فطلب منا إبراز ما يثبت هويتنا فأريناه البطاقة الصادرة عن وزارة الداخلية وطلبنا منه هويته فرفض وفي النهاية عندما تأكدنا من هويته وأنه من ابناء وادي خالد تمنينا منه ان يمضي وقتا ممتعا (وهو كان يحتسي المشروب) وغادرنا ، فتفاجئنا به يتصل بالزملاء رؤساء البلديات ويصدر بيانا ، اننا اذ نستنكر الطريقة التي تعاطى بها مع الموضوع نؤكد على محبتنا واحترامنا للجوار وخاصة ابناء وادي خالد”.
LB