بعد مرور 35 عامًا على التفجير الذي استهدف قوات المشاة في البحرية الأميركية، وبالتحديد في 23 تشرين الأول 1983، أعدّ الكاتب الأميركي والنائب السابق في قسم مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية فريد بورتون بالتعاون مع الكاتب صاموئيل كاتز .
كتابًا جديدًا بعنوان “قواعد بيروت : مقتل مدير الإستخبارات المركزية المحلّي وحرب حزب الله ضد أميركا”، تطرّقا خلاله الى تفاصيل حصلت في بيروت منذ الثمانينيات وحتى مستهلّ التسعينيات.
وساهم في غلاف الكتاب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب الذي أشار الى أنّ الكتاب “سيظهر للجيل الجديد قيمة الحياة التي عاشها ناس في خدمة البلاد”.
قد يعطي عنوان الكتاب انطباعًا بأنه مكرّس لقصة اختطاف وتعذيب وقتل رئيس وكالة الـCIA في بيروت ويليام باكلي، وهي قصة جرى سردها بشكل مفصّل في الكتاب، لكنّ “قواعد بيروت” أكثر بكثير من ربط الأحداث، وفيه سلسلة كاملة حول تفجير السفارة الأميركية في بيروت عام 1983، وتدمير ثكنات “المارينز” في بيروت بعد ستة أشهر، واختطاف طائرة ورقم الرحلة 847 في عام 1985، كذلك مقتل الضابط روبرت ستيثم الذي كان بين الركاب، وخطف.
ثمّ قتل الملازم وليام هيغينز، الذي كان في لبنان بمهمة تابعة للأمم المتحدة عام 1988. ورأى الكاتبان أنّ باكلي و هيغينز كان يفتقدان للأمن الشخصي.
وعلى رغم أن الكتاب لا يتعلق فقط بباكلي، إلا أنه مفصل في وصفه لمدير مكتب الـCIA هذا وخبرته في الجيش ووكالة الإستخبارات، وما حدث معه لاحقًا.
وناقش الكتاب مطولاَ قضية إيران كونترا (Iran–Contra affair) التي عقدت بموجبها إدارة الرئيس الأميركي رونالد ريغان اتفاقًا مع إيران لتزويدها بالأسلحة إبّان حربها مع العراق، مقابل إخلاء سبيل 5 أميركيين كانوا محتجزين في لبنان.
وتناول الكاتبان أيضًا القائد في “حزب الله” عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق عام 2008، من خلال قنبلة وضعت في سيارته.
ويعتقد الكاتبان أنّها وُضعت في مسند الرأس بمقعد السائق، فيما تقول روايات أخرى إن القنبلة كانت معبأة في إطار السيارة. ولفت الكاتبان الى أنّ المراقبين في المنطقة يعتقدون أنّ الإغتيال كان عملية إسرائيلية وربما حصل بمساعدة الـCIA.
وقد اقتبسا ما قاله الجنرال مايكل هايدن، مدير وكالة الاستخبارات المركزية في ذلك الوقت عن مغنية: “هل العالم أفضل حالاً لأنه تمت إزالته من ساحة المعركة؟”، ثم ابتسم مضيفًا : “أنا حقا ليس لدي الكثير من الأمور التي يمكنني إضافتها”.
وفي هذا الصدد، نشرت شبكة CNN حقائق سريعة عن قوات المشاة الأميركية في بيروت، وبحسب التسلل الزمني، فالأحداث التي جرت هي التالية :
1982: أرسل الرئيس الأميركي رونالد ريغان قوات “المارينز” إلى لبنان بمهمة لحفظ السلام.
23 تشرين الأول، 1983: عند الساعة 6:22 صباحًا، هاجمت شاحنة مفخخة المقر الرئيسي للقوات الأميركية في بيروت.
شباط 1984: إنسحبت القوات الأميركية من لبنان.
1985: خلص تقرير إلى أنّ ضباط البحرية لم يتخذوا خطوات مناسبة لحماية ثكناتهم من الهجمات.
3 أيار 2003: حكم قاض اتحادي أميركي أنّ “حزب الله” نفذ الهجوم بتوجيه إيران، وسمح الحكم لأسر الضحايا بمقاضاة إيران.
7 أيلول 2007: أصدر قاضي المحكمة الجزائية الأميركية رويس سي لامبيرث أوامره إلى إيران بدفع 2.65 مليار دولار للناجين وأفراد عائلات الجنود الذين قُتلوا في تفجير عام 1983.
30 آذار 2012: أصدر القاضي لامبيرث حكمًا ضد إيران بقيمة 2.1 مليار دولار، لدفعه للأسر والناجين من الهجوم.
تموز 2013: أصدرت قاضية المحكمة الجزائية كاثرين فوريست قرارًا بتحرير 1.75 مليار دولار من الأموال الإيرانية، التي تم الاحتفاظ بها في حساب بنك سيتي بنك في نيويورك، لإنشاء صندوق لضحايا تفجير 1983.