ترأس السفير الفرنسي برونو فوشيه عند العاشرة من قبل ظهر اليوم، احتفالا امام نصب الموتى في قصر الصنوبر، تخليدا لذكرى العسكريين الفرنسيين ال58 الذين قضوا في التفجير الذي استهدف مقر “دراكار” في 23 تشرين الأول 1983 في بيروت، في حضور سفيرة الولايات المتحدة الأميركية اليزابيت ريتشارد، سفير بريطانيا كريس رامبلنغ، قائد الجيش العماد جوزاف عون ممثلا بالعميد الركن حسن حيدر، المستشارة الأولى في السفارة الأيطالية سيمونا دي مارتينو، قائد القوات الفرنسية العاملة في الجنوب الكولونيل فريدريك ايديل وثلة من الكتيبة، وعدد من المحاربين القدامى وطلاب من مدارس “الليسيه” واركان السفارة واعلاميين.
فوشيه
وبعد ان استعرض السفير فوشيه مع الملحق العسكري الفرنسي العقيد فابري شابيل ثلة من الجنود الفرنسيين، قلد ثلاثة ضباط لبنانيين العميد الركن محمد المصطفى والعميد الركن مارون القبياتي والعقيد الركن بيار بو عساف، ميدالية الدفاع الوطني الفرنسية.
بعدها، القى فوشيه كلمة، فقال: “منذ 32 سنة تقريبا ونحن نستذكر جنودنا الذين سقطوا في ساحة الشرف في لبنان يوم 23 تشرين الأول. اود اولا ان احيي العميد الركن حسن حيدر ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون والمحاربين القدامى. كما يشرفنا وجود حلفائنا الى جانبنا في هذه المناسبة ومن بينهم سفيرة اميركا وسفير بريطانيا، والمستشارة الأولى في السفارة الأيطالية، اضافة الى الكولونيل ايديل وعناصر الكتيبة الفرنسية العاملة في القوات الدولية في الجنوب، وجودكم بيننا شرف كبير لنا واود من خلالكم ان اشكر كل جنودنا العاملين حاليا في لبنان في خدمة السلام والأستقرار بمهنية وبراعة، كما اشكر مدراء المدارس الفرنسية الذين يشاركوننا مع عدد من الطلاب هذه المناسبة”.
اضاف: “نحن هنا اليوم لإحياء ذكرى هؤلاء الرجال ال 58 جنديا فرنسيا الذين عملوا من أجل عودة السلام للبنان وماتوا قبل 35 عاما”، لافتا الى انه “في عام 1983، كان لبنان يمر بصراع مؤلم ومميت. وفي سياق حرب أهلية مفتوحة، ناشدت السلطات اللبنانية المجتمع الدولي المساعدة من خلال الأمين العام للأمم المتحدة. وتم إنشاء القوة المتعددة الجنسيات في بيروت في 20 ايلول 1982، وكانت مهمتها مساعدة الجيش اللبناني على استعادة سلطة الحكومة وضمان حماية السكان المدنيين في بيروت وضواحيها. هذه القوة التي تتكون من 6000 رجل وأميركي وإيطالي وبريطاني وفرنسي انتشرت في مواقع عسكرية متعددة في جميع أنحاء بيروت، وتمركز الجنود الفرنسيون شمال المطار في رملة البيضاء في المبنى المسمى “دراكار”. وصباح يوم 23 تشرين الأول 1983، الساعة 6:20 صباحا، طال انفجار شاحنة ملغومة، مطار بيروت الدولي حيث سقط 241 جنديا من القوات البحرية والأميركية أثناء نومهم. وبعد 4 دقائق عند الساعة 6:24 صباحا انفجرت شاحنة محملة بأطنان عدة من المتفجرات عند مدخل “دراكار” حيث سقط 58 مظليا فرنسيا”.
اضاف: “في الوقت الذي يخدم فيه العديد من الفرنسيين الشجعان بتفان في لبنان إلى جانب رفاقهم اللبنانيين وأيضا في اماكن عمليات أخرى في العالم، نستذكر بعاطفة كبيرة اليوم الذكرى ال- 35 لهذه الهجمات التي أودت بحياة العشرات من الشباب الفرنسيين والأميركيين”، راجيا أن “تذكرنا هذه الأحداث بأن الديموقراطية والحرية والسلام لا يتحققون أبدا وأن علينا الدفاع عنهم باستمرار وبلا هوادة. واشيد هنا من خلال الضباط اللبنانيين الثلاثة الذين حصلوا على ميدالية الدفاع الوطني الفرنسية، بالجيش اللبناني الذي انتصر على الأرهاب في عام 2017”.
ورأى ان “لبنان اليوم مستقل وذو سيادة”، مؤكدا ان فرنسا “ستبقى إلى جانبه مثلما كانت بالأمس لمرافقته”، مشددا على “ثبات هذا الالتزام، خصوصا في المجال الأمني”. وقال: “للعمل من اجل ذلك فنحن بحاجة إلى حكومة تمارس اعمالها ونتمنى ان يتم تشكيلها قريبا جدا”.
وختم: “اطلب منكم حضرة الجنرال أن تنقلوا مرة أخرى إلى أعلى السلطات اللبنانية رسالة دعم مستمرة من فرنسا، وهي رسالة بعث بها الرئيس ايمانويل ماكرون مرة أخرى إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال اجتماعهما الأخير في يريفان بمناسبة انعقاد قمة الفرانكفونية”، مؤكدا ان فرنسا “تنوي أن تظل وفية لقيمها وتلتزم التزاما تاما بلبنان حر، سيد، موحد، يعيش في سلام وقادر على الاستجابة للتحديات الاقتصادية والأمنية الحالية، اجلالا لذكرى الجنود الفرنسيين ال-58 الذين ماتوا من أجل فرنسا ولبنان”.
بعد ذلك، وضع السفير فوشيه والكولونيل شابيل اكليلا من الزهر على النصب التذكاري للموتى، ودقيقة صمت عن أرواحهم فالنشيد الفرنسي، وبعد ذلك تليت أسماء الذين سقطوا في الإنفجار.