عاد إلى بيروت بعد ظهر اليوم، البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، آتيا من روما، بعد زيارة راعوية لكندا، ثم شارك في أعمال سينودوس الأساقفة في روما لمدة 40 يوما.
وكان في استقبال الراعي في صالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل، المطارنة: بولس مطر، بولس صياح ومطانيوس الخوري، أمين سر البطريركية الخوري شربل عبيد، رئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد كليمون سعد، الأبوان: جوزف خوري وطوني الآغا والرئيس العام للرهبانية المارونية الأباتي عبد الله الهاشم.
وبعد عرض ثلة من قوى الأمن الداخلي، أدت التحية الرسمية، تحدث الراعي عن زيارته كندا، حيث شارك في مؤتمر لمطارنة الانتشار، وقام بزيارة راعوية، مشيرا إلى انه كان يوجه يوميا من كندا “نداءات إلى المسؤولين في الدولة اللبنانية، للاسراع في تأليف الحكومة”، وأنه حين كان في روما لمدة ثلاثة أسابيع، حيث كان يشارك في مؤتمر سينودس من أجل الشبيبة، “كل فكرنا كان شبيبة لبنان.
حيث شارك أكثر من 300 شاب من خمس قارات، وكل فكرنا كان شبيبة لبنان، لأن المستقبل هو الشبيبة، مستقبل الأوطان، مستقبل العيلة، مستقبل المجتمع والكنيسة، ومن المؤكد أننا نحمل في فكرنا وقلبنا الكثير من الأفكار، حتى نعمل مع شبابنا اللبنانيين الذين هم اليوم بأمس الحاجة إلى عمل ليعيشوا فرح الحياة ويعرفوا كيف يعطون معنى لحياتهم”.
أضاف : “سواء كنا في روما، أم في كندا، والكل يحمل هم لبنان، والكل يسأل عن الحكومة والكل حامل هم الاقتصاد وهم الهجرة”، مشيرا إلى أنه “في كندا يوجد الكثير من اللبنانيين، وما يعزيني أن كنائسنا وأبرشياتنا ومطارنتنا، حاضنين كل الشباب، وليس فقط الموارنة، حتى يظل هذا الرباط بين لبنان المنتشر ولبنان المغترب”.
وتوجه إلى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري “وكل القوى السياسية في لبنان”، بالقول: آن الأوان لأن يصبح عندنا حكومة”.
مضيفا : “أنا كنت دائما أقول، وما زلت، لا يوجد أي مبرر للتأخير منذ اليوم الأول، ولا نستطيع إكمال الطريق هكذا، والعالم كله يتساءل هل نحن معنيين بوطننا، أم غير معنيين ؟ وهل اللبنانيون يهمهم وطنهم أم لا ؟ فالدول ركضت واجتمعت بغضون شهرين وعقدت ثلاثة مؤتمرات في أول آذار ونيسان من أجل لبنان، ونحن حتى اليوم لم نؤلف حكومة، فهم يشمتون فينا”، آملا أن “تتشكل الحكومة قريبا لتتحمل المسؤولية الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية”.
وردا على سؤال، عن استمرار تعثر تشكيل الحكومة، وهل يمكن أن تبصر النور من دون مشاركة “القوات اللبنانية”؟ أم أنه سيكون هناك تسوية في هذا الموضوع؟، قال: “إذا كانوا يتكلمون عن حكومة وحدة وطنية، فمعنى ذلك أنها ستضم كل القوى السياسية وتتمثل بها، وإلا، لا يمكننا أن نسميها حكومة وحدة وطنية، فالوحدة الوطنية لا تكون محصورة ببلوكات نيابية، التي فازت في الانتخابات.
أريد أن أشير إلى أنه ماذا نفعل ب 51% من الذين لم يشاركوا في الانتخابات النيابية، وهم من غير الحزبيين؟ فهؤلاء ال 51% هم بمثابة نصف الشعب اللبناني، ألا يحق لهؤلاء المشاركة بالحكومة؟ فلإذا كنا نتحدث عن حكومة وحدة وطنية، فمعنى ذلك أن كل القوى السياسية في لبنان الحزبية وغير الحزبية، يجب أن تشارك بهذا الوطن، الذي هو بحاجة لكل سواعد أبنائه اللبنانيين”.
سئل : الكل ينتظر عودتكم، ويسأل هل ستشهد بكركي قريبا لقاء بين رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع؟
أجاب : “أنا التقيت بالوزير سليمان فرنجية في روما، وهو الذي قال لي إنه بعد عودتي سيكون هناك لقاء مع الدكتور جعجع في بكركي. كنا قد انطلقنا في نيسان 2011، عندما التقينا القوى الأربع السياسية الكبرى – وليسمحوا لي بقول القوى الأساسية- وإنها هي كانت كذلك، اجتمعنا حينها، ويمكن أن نسميها بالمصالحة بين الجميع، وانطلقنا من ذلك، وإن ما يقوله سليمان بك فرنجية هو أن المصالحة، التي تمت في بكركي، لنعمل على استكمالها، وأكمل الفريق، هذا ما عرفته منه شخصيا”.
وعما إذا كان يتوقع أن يكون اللقاء قريبا، قال: “أتمنى أن يكون منذ أول يوم، وأن يكون مستمرا، ولا أخفي القول إنه عندما حصل هذا التقارب بين القوات والتيار الوطني الحر، أنني تساءلت أين البقية، وأنه يجب أن يكون التقارب ما بين الفرقاء الأربعة.
أريد أن أوضح للرأي العام أنه صحيح أننا كنا نلتقي كموارنة، إنما كان الاتفاق مع باقي المسيحيين ومع المسلمين، أننا نجتمع في بكركي ليس فقط للشؤون المارونية، وفي ذلك الوقت كنت قد استشرت القيادات الأخرى، الذين قالوا لي أن أبدأ مع الموارنة، وإذا وحدنا كلمتنا، نكون نحترم كل المجتمع اللبناني، لذلك علينا أن نعود ونلتقي كل اللبنانيين، وساعتئذ نتكلم عن الوحدة الوطنية الحقيقية، وأنه لا يمكن الأستغناء عن أي أحد”.