يحيط الغموض بمصير الإرهابية البريطانية سالي جونز المعروفة بلقب “الأرملة البيضاء”، رغم تقارير تحدثت عن مصرعها خلال غارة أميركية على قافلة لداعش في سوريا قبل أكثر من عام.
إلا أن أحد عناصر داعش أكد بعدما أسرته قوات سوريا الديمقراطية في تصريحات نشرت الأسبوع الماضي أن جونز لا تزال على قيد الحياة وتقاتل في صفوف التنظيم الإرهابي.
وقال محمد علي، الذي يستخدم الاسم المستعار أبوتراب الكندي في تصريحات نقلها موقع “برمنغهام لايف”، إن جونز تختبئ في شمال شرقي سوريا، وأبو تراب الكندي، محتجز لدى قوات سوريا الديمقراطية منذ نحو 4 أشهر بعد أن ألقي القبض عليه في مدينة رأس العين، عند الحدود بين سوريا وتركيا.
وكانت تقارير قد تحدثت عن مصرع “الأرملة البيضاء” في حزيران من العام الماضي إثر غارة أميركية بواسطة طائرة مسيرة خلال محاولة جونز الهروب من مدينة الرقة بسوريا، وأوضحت التقارير أن ابنها الذي كان برفقتها قد قضى أيضا في تلك الغارة.
من “الروك” إلى الإرهاب
وأصبحت سالي جونز أحد أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم بعدما اعتنقت الإسلام وانضمت إلى تنظيم داعش بسوريا عام 2013، مصطحبة معها طفلها جوجو ديكسون الذي كان يبلغ من العمر 10 أعوام في ذلك الوقت، وقد غيّرت اسمه إلى حمزة.
وباتت جونز تعرف بلقب “الأرملة البيضاء” بعد ان قتل زوجها المقاتل البريطاني جنيد حسين، في غارة شنتها طائرة أميركية بدون طيار في آب 2015.
ويوضح موقع “برمنغهام لايف” أن جونز عاشت طفولة مضطربة في جنوب شرقي لندن بسبب انفصال والديها، ثم انتحار أبيها لاحقا عقب تناوله جرعة زائدة من المخدرات، وحاولت في شبابها البحث عن معنى لحياتها بعد أن اعتنقت الكاثولكية، وانضمت إلى جماعات مسيحية شبابية، لكنها سرعان ما قررت ترك الدراسة لتصبح مغنية روك وعازفة غيتار في فرقة عرفت باسم “كرونيش”.
وخلال تسعينيات القرن الماضي، كانت سالي جونز شقراء جميلة ترتدي ملابس قصيرة، وتشارك بحفلات فرقتها بحماس، وأبدت اهتماما كذلك بعالم “السحر الأسود” بالإضافة إلى “نظريات المؤامرة”.
وعملت جونز أيضا كبائعة عطور في إحدى فروع شركة تجميل عالمية، قبل أن تقرر أن تعتنق الإسلام في عام 2013، وكان عمرها آنذاك قد شارف على 46 عاما، وتغادر إلى سوريا.
وقبل أن تغادر إلى سوريا، تعرفت إلى زوجها المتطرف البريطاني حسين جنيد (20 عاما آنذاك) عبر الإنترنت، ودعاها إلى الانضمام إليه في مدينة الرقة ضمن صفوف تنظيم داعش.
واصطحبت جونز معها طفلها جوجو، لكنها تركت في بريطانيا أخوه الآخر جوناثان، وعندما وصلت إلى سوريا بدأت العمل مع زوجها في تجنيد مقاتلين أجانب عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتهديد المصالح الغربية في أوروبا.
إخلاص للقتل والدمار
وفي 24 آب 2015، قتل زوجها في غارة أميركية على أحد مواقع داعش في الرقة، ولقبت جونز بعدها بـ”الأرملة البيضاء”، وعبّرت عن فخرها بمصرع حسين جنيد، وأنها ستبقى مخلصة لذكراه على حد تعبيرها.
ووفق وثائق مسربة من “داعش”، ساهمت جونز في تدريب العديد من المقاتلات الأوروبيات بغية إرسالهن إلى “القارة العجوز” لتنفيذ عمليات إرهابية وانتحارية، وقيل إنها كانت مسؤولة عن الجناح النسائي لـ”كتيبة أنور العولقي” ، وهي وحدة من المقاتلين الأجانب أسسها زوجها.
ولم تكتف جونز بذلك، بل جعلت ابنها جوجو ينضم إلى ما يسمى “أشبال الخلافة”، وليشارك بعدها في قتل أسرى من الأكراد، وعمره 12 عاما فقط، وأيضا استطاعت عبر الإنترت اقناع العديد من النساء البريطانيات بالانضمام إلى تنظيم داعش.
وعبّرت المخابرات البريطانية في عام 2015 عن خشيتها من تقارير تحدثت عن عودة “الأرملة البيضاء” إلى المملكة المتحدة للقيام بعمليات إرهابية رفقة اثنين من الإرهابيين برمنغهام، كما جرت ملاحقة أدلة أشارت إلى وجودها في مدينة غلاسكو، دون العثور على أي أثر لها، وأما آخر تغريداتها على موقع تويتر فكانت في أيار2016، حيث كتبت “لندن، غلاسكو، ويلز بوووووم”.